المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٢٧
وقرئ حرجا «١»، أي : ضيّقا بكفره، لأنّ الكفر لا يكاد تسكن إليه النفس لكونه اعتقادا عن ظن، وقيل : ضيّق بالإسلام كما قال تعالى :
خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ [البقرة / ٧]، وقوله تعالى : فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ [الأعراف / ٢]، قيل : هو نهي، وقيل : هو دعاء، وقيل : هو حكم منه، نحو : أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ [الشرح / ١]، والمُتَحَرِّج والمتحوّب : المتجنّب من الحرج والحوب.
حرد
الحَرْد : المنع من حدّة وغضب، قال عزّ وجلّ : وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ [القلم / ٢٥]، أي : على امتناع من أن يتناولوه قادرين على ذلك، ونزل فلان حريدا، أي ممتنعا من مخالطة القوم، وهو حريد المحل. وحَارَدَت السّنة : منعت قطرها، والناقة : منعت درّها، وحَرِدَ : غضب، وحَرَّدَهُ كذا، وبعير أحرد : في إحدى يديه حَرَدٌ «٢»، والحُرْدِيَّة : حظيرة من قصب.
حرس
قال اللّه تعالى : فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً
[الجن / ٨]، والحَرَس والحُرَّاس جمع حارس، وهو حافظ المكان، والحرز والحرس يتقاربان معنى تقاربهما لفظا، لكن الحرز يستعمل في الناضّ والأمتعة أكثر، والحرس يستعمل في الأمكنة أكثر، وقول الشاعر :
١٠٨ -
فبقيت حرسا قبل مجرى داحس لو كان للنفس اللجوج خلود
«٣» قيل : معناه : دهرا «٤»، فإن كان الحرس دلالته على الدّهر من هذا البيت فقط فلا يدلّ، فإنّ هذا يحتمل أن يكون مصدرا موضوعا موضع الحال، أي : بقيت حارسا، ويدلّ على معنى الدهر والمدّة لا من لفظ الحرس، بل من مقتضى الكلام.
وأَحْرَسَ معناه : صار ذا حرس، كسائر هذا البناء المقتضي لهذا المعنى «٥»، وحَرِيسَة الجبل : ما يحرس في الجبل بالليل. قال أبو عبيد : الحريسة هي المحروسة «٦»، وقال : الحريسة : المسروقة، يقال :
حَرَسَ يَحْرُسُ حَرْساً، وقدّر أنّ ذلك لفظ قد تصوّر من لفظ الحريسة، لأنه جاء عن العرب في معنى السرقة.
حرص
الحِرْص : فرط الشّره، وفرط الإرادة. قال
(١) وهي قراءة نافع وأبي بكر وأبي جعفر. راجع الإتحاف ص ٢١٦.
(٢) في اللسان : وبعير أحرد : يخبط بيديه إذا مشى خلفه، وقيل : الحرد : أن ييبس عصب إحدى اليدين من العقال، وهو فصيل.
(٣) البيت للبيد، وهو في ديوانه ص ٤٦، واللسان (عمر).
(٤) قال ابن فارس : الحرس : الدهر، يقال منه : أحرس بالمكان : إذا أقام به حرسا. راجع : المجمل ١ / ٢٢٥.
(٥) وذلك أنّ صيغة «أفعل» من معانيها الصيرورة كما تقدم. ص ٨٢ حاشية ١.
(٦) انظر : غريب الحديث ٣ / ٩٩.