المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٣٧
واجب، وتحرّي الإحسان ندب وتطوّع، وعلى هذا قوله تعالى : وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ
[النساء / ١٢٥]، وقوله عزّ وجلّ : وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ [البقرة / ١٧٨]، ولذلك عظّم اللّه تعالى ثواب المحسنين، فقال تعالى : وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت / ٦٩]، وقال تعالى :
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة / ١٩٥]، وقال تعالى : ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ [التوبة / ٩١]، لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ [النحل / ٣٠].
حشر
الحَشْرُ : إخراج الجماعة عن مقرّهم وإزعاجهم عنه إلى الحرب ونحوها، وروي :
«النّساء لا يُحْشَرن» «١» أي : لا يخرجن إلى الغزو، ويقال ذلك في الإنسان وفي غيره، يقال :
حَشَرَتِ السنة مال بني فلان، أي : أزالته عنهم، ولا يقال الحشر إلا في الجماعة، قال اللّه تعالى :
وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ
[الشعراء / ٣٦]، وقال تعالى : وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً
[ص / ١٩]، وقال عزّ وجلّ : وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ
[التكوير / ٥]، وقال : لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا [الحشر / ٢]، وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ [النمل / ١٧]، وقال في صفة القيامة : وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً [الأحقاف / ٦]، سَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً
[النساء / ١٧٢]، وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً [الكهف / ٤٧]، وسمي يوم القيامة يوم الحشر كما سمّي يوم البعث والنشر، ورجل حَشْرُ الأذنين، أي : في أذنيه انتشار وحدّة.
حصَ
حَصْحَصَ الْحَقُ
[يوسف / ٥١]، أي :
وضح، وذلك بانكشاف ما يغمره، وحَصَّ وحَصْحَصَ نحو : كفّ وكفكف، وكبّ وكبكب، وحَصَّهُ : قطع منه، إمّا بالمباشرة، وإمّا بالحكم، فمن الأول قول الشاعر :
١١٣ -
قد حصّت البيضة رأسي
«٢» ومنه قيل : رَجُلٌ أَحَصُّ : انقطع بعض شعره، وامرأة حَصَّاءُ «٣»، وقالوا : رجل أحصّ : يقطع
(١) في النهاية : وحديث النساء :(لا يعشرن ولا يحشرن) يعني للغزاة، فإن الغزو لا يجب عليهن. انظر : مادة (حشر)، وأخرج نحوه ابن الجارود في المنتقى ص ١٠١ بسند حسن. [.....]
(٢) الشطر لأبي قيس بن الأسلت الأنصاري وتتمته :
.... فما أطعم نوما غير تهجاع
وهو في المفضليات ص ٢٨٤، والمجمل ١ / ٢١٤، واللسان (حصّ).
(٣) أي : مشؤومة. انظر : المجمل ١ / ٢١٤.