المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٤٣
مستعملها، وحطيم وزمزم : مكانان، والحُطَام : ما يتكسّر من اليبس، قال عزّ وجل : ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً [الزمر / ٢١].
حظَّ
الحَظُّ : النصيب المقدّر، وقد حَظِظْتُ وحُظِظْتُ فأنا مَحْظُوظ، وقيل في جمعه : أَحَاظّ وأُحُظّ، قال اللّه تعالى : فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ [المائدة / ١٤]، وقال تعالى : لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ [النساء / ١١].
حظر
الحَظْرُ : جمع الشيء في حَظِيرَة، والمَحْظُور : الممنوع، والمُحْتَظِرُ : الذي يعمل الحظيرة. قال تعالى : فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ [القمر / ٣١]، وقد جاء فلان بالحَظِرِ الرّطب، أي : الكذب المستبشع «١».
حفَ
قال عزّ وجلّ : وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ
[الزمر / ٧٥]، أي : مطيفين بِحَافَّتَيْهِ، أي : جانبيه، ومنه قول النبيّ عليه الصلاة والسلام :«تَحُفُّه الملائكة بأجنحتها» «٢».
وقال الشاعر :
١١٧ -
له لحظات في حَفَافِي سريره
«٣» وجمعه : أَحِفَّة، وقال عزّ وجل : وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ
[الكهف / ٣٢]، وفلان في حَفَفٍ من العيش، أي : في ضيق، كأنه حصل في حفف منه، أي : جانب، بخلاف من قيل فيه : هو في واسطة من العيش.
ومنه قيل : من حَفَّنَا أو رفّنا فليقتصد «٤»، أي :
من تفقد حفف عيشنا.
وحَفِيفُ الشجر والجناح : صوتهما، فذلك حكاية صوتهما، والحَفُّ : آلة النساج، سمّي بذلك لما يسمع من حفّه، وهو صوت حركته.
حفد
قال اللّه تعالى : وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً
[النحل / ٧٢]، جمع حَافِد، وهو المتحرّك المتبرّع بالخدمة، أقارب كانوا أو أجانب، قال المفسرون : هم الأسباط ونحوهم، وذلك أنّ خدمتهم أصدق، قال الشاعر :
(١) انظر : المجمل ١ / ٢٤٢، ومتخيّر الألفاظ ص ٥٩.
(٢) الحديث :«إنّ طالب العلم تحفّه الملائكة بأجنحتها». أخرجه أحمد ٤ / ٢٤٠ وإسناده جيد، والطبراني واللفظ له. وانظر الترغيب والترهيب ١ / ٥٤.
(٣) هذا شطر بيت، وعجزه :
إذا كرها فيها عقاب ونائل
وهو لابن هرمة. والبيت في الأغاني ١٠ / ٥، و٥ / ١٧٢، وغرر الخصائص الواضحة ص ٢٤١.
(٤) قال الزمخشري : ومن المجاز : فلان يحفّنا ويرفّنا، أي : يضمنا ويؤوينا. انظر : أساس البلاغة ص ٨٩. وقال في اللسان : من حفّنا أو رفّنا فليقتصد، مثل، أي : من مدحنا فلا يغلونّ في ذلك ولكن ليتكلّم بالحق منه.
وانظر الأمثال لأبي عبيد ص ٤٥.