المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٥٩
الحديدة إِحْمَاء. وحُمَيّا الكأس «١» : سورتها وحرارتها، وعبّر عن القوة الغضبية إذا ثارت وكثرت بالحَمِيَّة، فقيل : حَمِيتُ على فلان، أي :
غضبت عليه، قال تعالى : حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ [الفتح / ٢٦]، وعن ذلك استعير قولهم : حميت المكان حمى، وروي :(لا حِمَى إلا للّه ورسوله) «٢».
وحميت أنفي مَحْمِيَة «٣»، وحميت المريض حَمْياً، وقوله عزّ وجل : وَلا حامٍ
[المائدة / ١٠٣]، قيل : هو الفحل إذا ضرب عشرة أبطن كأن يقال : حَمَى ظَهْرَه فلا يركب «٤»، وأحماء المرأة : كلّ من كان من قبل زوجها «٥»، وذلك لكونهم حُمَاة لها، وقيل : حَمَاهَا وحَمُوهَا وحَمِيهَا، وقد همز في بعض اللغات فقيل :
حمء، نحو : كمء «٦»، والحَمْأَةُ والحَمَأُ : طين أسود منتن، قال تعالى : مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ [الحجر / ٢٦]، ويقال : حمأت البئر : أخرجت حمأتها، وأحمأتها : جعلت فيها حما، وقرئ :
فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ «٧» : ذات حمأ.
حنَ
الحنين : النّزاع المتضمّن للإشفاق يقال :
حَنَّتِ المرأة، والنّاقة لولدها، وقد يكون مع ذلك صوت، ولذلك يعبّر بالحنين عن الصّوت الدّالّ على النزاع والشّفقة، أو متصوّر بصورته. وعلى ذلك حنين الجذع، وريح حَنُون، وقوس حَنَّانَة : إذا رنّت عند الإنباض «٨». وقيل : ما له حانَّة ولا آنّة، أي : لا ناقة ولا شاة سمينة، ووصفتا بذلك اعتبارا بصوتيهما، ولمّا كان الحنين متضمّنا للإشفاق، والإشفاق لا ينفكّ من الرّحمة عبّر عن الرّحمة به في نحو قوله تعالى : وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا
[مريم / ١٣]، ومنه قيل : الحَنَّان المنّان «٩»، وحَنَانَيْكَ : إشفاقا بعد إشفاق، وتثنيته
(١) انظر : المجمل ١ / ٢٥٠. [.....]
(٢) الحديث أخرجه البخاري في كتاب الجهاد، باب أهل الدار يبيّتون فيصاب الولدان والذراري ٦ / ١٤٦، وأحمد في مسنده ٤ / ٧٣، وأبو داود في باب الأرض يحميها الرجل. انظر : معالم السنن ٣ / ٤٩.
(٣) انظر : أساس البلاغة ص ٩٧.
(٤) راجع : الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٣ / ٢١٢.
(٥) قال ابن فارس : الحمو : أبو الزوج، وأبو امرأة الرجل. انظر : المجمل ١ / ٢٤٩.
وقال ابن الأثير : الأحماء : أقارب الزوج، وفيه (لا يخلونّ رجل بمغيّبة وإن قيل حموها، ألا حموها الموت).
انظر : النهاية ١ / ٤٤٨.
(٦) وهذا منقول عن الأصمعي، انظر : المجمل ١ / ٢٤٩.
(٧) سورة الكهف : آية ٨٦، وقد مرّت في الصفحة السابقة.
(٨) انظر : المجمل ١ / ٢١٨.
(٩) انظر : الأسماء والصفات ص ٨٦ - ١٠٥.