المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٦٤
وذلك كلّ جمع منضمّ بعضه إلى بعض، وحُزْتُ الشيء أَحُوزُهُ حَوْزاً، وحمى حَوْزَتَهُ، أي :
جمعه، وتَحَوَّزَتِ الحيّة وتَحَيَّزَتْ، أي : تلوّت «١»، والأَحْوَزِيُّ : الذي جمع حوزه متشمّرا، وعبّر به عن الخفيف السّريع.
حاشى
قال اللّه تعالى : وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ
[يوسف / ٣١] أي : بعدا منه. قال أبو عبيدة : هي تنزيه واستثناء «٢»، وقال أبو عليّ الفسويّ رحمه اللّه «٣» : حَاشَ ليس باسم، لأنّ حرف الجرّ لا يدخل على مثله، وليس بحرف لأن الحرف لا يحذف منه ما لم يكن مضعّفا، تقول : حَاشَ وحَاشَى، فمنهم من جعل حاش أصلا في بابه، وجعله من لفظة الحوش أي : الوحش، ومنه : حوشيّ الكلام.
وقيل : الحَوْشُ فحول جنّ نسبت إليها وحشة الصّيد. وأَحَشْتَهُ : إذا جئته من حواليه، لتصرفه إلى الحبالة، واحْتَوَشُوهُ وتَحَوَّشُوهُ : أتوه من جوانبه. والحَوْشُ : أن يأكل الإنسان من جانب الطعام «٤»، ومنهم من حمل ذلك مقلوبا من حشى، ومنه الحاشية وقال :
١٢٧ -
وما أحاشي من الأقوام من أحد
«٥» كأنه قال : لا أجعل أحدا في حشا واحد فأستثنيه من تفضيلك عليه، قال الشاعر :
١٢٨ -
ولا يتحشّى الفحل إن أعرضت به ولا يمنع المرباع منه فصيلها
«٦» يصف إنسانا بالجود، وأنه يطعم وينحر كلّ ما يعرض له من الفحل وغيره.
حاص
قال تعالى : هَلْ مِنْ مَحِيصٍ
[ق / ٣٦]، وقوله تعالى : ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ [إبراهيم /
(١) انظر : المجمل ١ / ٢٥٧. [.....]
(٢) انظر : مجاز القرآن ١ / ٣١٠.
(٣) قال أبو علي : وأمّا قوله تعالى : وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ فإنّ «حاشا» لا يخلو من أن يكون فعلا أو حرفا، فلا يجوز أن يكون حرفا، لأنّه جارّ، وحرف الجر لا يدخل على مثله في كلام مأخوذ به، فثبت أنه فعل. راجع : المسائل الحلبيات ص ٢٤٣ - ٢٤٤.
- وذكر الفارسي في كتابه «الإيضاح العضدي» أن حاشا حرف، وقال : هو حرف فيه معنى الاستثناء. راجع :
الإيضاح ١ / ٢١٠.
(٤) انظر : المجمل ١ / ٢٥٧.
(٥) هذا عجز بيت، وصدره :
ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه
وهو للنابغة في ديوانه ص ٣٣، وشرح المعلقات ٢ / ١٦٦، والمجمل ١ / ٢٥٨.
(٦) البيت لرجل من عكل، وهو في المعاني الكبير ١ / ٣٩٢، واللسان (حشا).
قوله : لا يتحشى : لا يبالي.