المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٧٨
الأذن، تصوّرا أنه قد خرب أذنه، ويقال : رجل أَخْرَب، وامرأة خَرْبَاء، نحو : أقطع وقطعاء، ثمّ شبّه به الخرق في أذن المزادة، فقيل : خَرِبَة المزادة، واستعارة ذلك كاستعارة الأذن له، وجعل الخارب مختصّا بسارق الإبل، والخَرْب «١» :
ذكر الحبارى، وجمعه خِرْبَان، قال الشاعر :
١٣٧ -
أبصر خربان فضاء فانكدر
«٢»
خرج
خَرَجَ خُرُوجاً : برز من مقرّه أو حاله، سواء كان مقرّه دارا، أو بلدا، أو ثوبا، وسواء كان حاله حالة في نفسه، أو في أسبابه الخارجة، قال تعالى : فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ [القصص / ٢١]، وقال تعالى : فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها فَاخْرُجْ [الأعراف / ١٣]، وقال : وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها [فصلت / ٤٧] «٣»، فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ [غافر / ١١]، يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها [المائدة / ٣٧]، والإِخْرَاجُ أكثر ما يقال في الأعيان، نحو : أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ
[المؤمنون / ٣٥]، وقال عزّ وجلّ :
كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ [الأنفال / ٥]، وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً [الإسراء / ١٣]، وقال تعالى : أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ [الأنعام / ٩٣]، وقال : أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ [النمل / ٥٦]، ويقال في التّكوين الذي هو من فعل اللّه تعالى : وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ [النحل / ٧٨]، فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى [طه / ٥٣]، وقال تعالى : يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ [الزمر / ٢١]، والتَّخْرِيجُ أكثر ما يقال في العلوم والصّناعات، وقيل لما يخرج من الأرض ومن وكر الحيوان ونحو ذلك : خَرْج وخَرَاج، قال اللّه تعالى : أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ [المؤمنون / ٧٢]، فإضافته إلى اللّه تعالى تنبيه أنه هو الذي ألزمه وأوجبه، والخرج أعمّ من الخراج، وجعل الخرج بإزاء الدّخل، وقال تعالى : فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً [الكهف / ٩٤]، والخراج مختصّ في الغالب بالضّريبة على الأرض، وقيل : العبد يؤدّي خرجه، أي : غلّته، والرّعيّة تؤدّي إلى الأمير الخراج، والخَرْج أيضا من السحاب، وجمعه خُرُوج، وقيل :«الخراج بالضّمان» «٤»،

_
(١) انظر : المجمل ٢ / ٢٨٥، وحياة الحيوان ١ / ٤١٢.
(٢) الشطر للعجاج، وهو في ديوانه ص ١٧، ومجاز القرآن ٢ / ٢٨٧. [.....]
(٣) وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب وشعبة عن عاصم بالإفراد ثمرة، وقرأ الباقون ثَمَراتٍ بالجمع. انظر : الإتحاف ص ٣٨٢.
(٤) الحديث رواه أحمد ٦ / ٤٨ وأبو داود في البيوع برقم (٣٠٥٨) والترمذي برقم (١٢٥٨) وحسنه عن عائشة مرفوعا، .
والنسائي ٧ / ٢٥٤، وابن ماجة (٢٢٤٢)، والحاكم ٢ / ١٥. انظر : كشف الخفاء ١ / ٣٧٦، والتلخيص الحبير ٣ / ٢٢.


الصفحة التالية
Icon