المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٨١
الآية [الواقعة / ٦٩]، والخَزَنَةُ : جمع الخازن، وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها [الزمر / ٧١ و٧٣]، في صفة النار وصفة الجنّة، وقوله : لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ [الأنعام / ٥٠]، أي :
مقدوراته التي منعها الناس، لأنّ الخَزْنَ ضرب من المنع، وقيل : جوده الواسع وقدرته، وقيل :
هو قوله كن، والخَزْنُ في اللّحم أصله الادّخار، فكنّي به عن نتنه، يقال : خَزِنَ اللّحم «١» : إذا أنتن، وخنز بتقدّم النّون.
خزى
خَزِيَ الرّجل : لحقه انكسار، إمّا من نفسه، وإمّا من غيره. فالذي يلحقه من نفسه هو الحياء المفرط، ومصدره الخَزَايَة «٢» ورجل خَزْيَان، وامرأة خَزْيَى وجمعه خَزَايَا. وفي الحديث :
«اللّهمّ احشرنا غير خزايا ولا نادمين» «٣». والذي يلحقه من غيره يقال : هو ضرب من الاستخفاف، ومصدره الخِزْي، ورجل خز. قال تعالى : ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا [المائدة / ٣٣]، وقال تعالى : إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ [النحل / ٢٧]، فَأَذاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا [الزمر / ٢٦]، لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا [فصلت / ١٦]، وقال : مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى [طه / ١٣٤]، وأَخْزَى يقال من الخزاية والخزي جميعا، وقوله : يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا [التحريم / ٨]، فهو من الخزي أقرب، وإن جاز أن يكون منهما جميعا، وقوله تعالى : رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ [آل عمران / ١٩٢]، فمن الخزاية، ويجوز أن يكون من الخزي، وكذا قوله : مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ [هود / ٣٩]، وقوله : وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ [آل عمران / ١٩٤]، وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ [الحشر / ٥]، وقال :
وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي [هود / ٧٨]، وعلى نحو ما قلنا في خزي قولهم : ذلّ وهان، فإنّ ذلك متى كان من الإنسان نفسه يقال له : الهون والذّلّ، ويكون محمودا، ومتى كان من غيره يقال له : الهون، والهوان، والذّلّ، ويكون مذموما.
خسر
الخُسْرُ والخُسْرَان : انتقاص رأس المال، وينسب ذلك إلى الإنسان، فيقال : خَسِرَ فلان، وإلى الفعل فيقال : خسرت تجارته، قال تعالى :
تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ
[النازعات / ١٢]، ويستعمل ذلك في المقتنيات الخارجة كالمال والجاه في الدّنيا وهو الأكثر، وفي المقتنيات

_
(١) انظر : الأفعال ١ / ٤٨٩، والمجمل ٢ / ٢٨٧، والمنتخب لكراع النمل ٢ / ٥٩٤.
(٢) قال السرقسطي : خزيته خزاية : استحييت منه.
(٣) انظر : النهاية ٢ / ٣٠. وفي حديث مسلم ١ / ٤٧ : مرحبا بالوفد غير خزايا ولا الندامى.


الصفحة التالية
Icon