المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٨٤
وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ [الإسراء / ٣١]، أي : لا تقتلوهم معتقدين مخافة أن يلحقهم إملاق، لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ [النساء / ٢٥]، أي :
لمن خاف خوفا اقتضاه معرفته بذلك من نفسه.
خص
التّخصيص والاختصاص والخصوصيّة والتّخصّص : تفرّد بعض الشيء بما لا يشاركه فيه الجملة، وذلك خلاف العموم، والتّعمّم، والتّعميم، وخُصَّان «١» الرّجل : من يختصّه بضرب من الكرامة، والْخاصَّةُ : ضدّ العامّة، قال تعالى : وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً [الأنفال / ٢٥]، أي : بل تعمّكم، وقد خَصَّهُ بكذا يخصّه، واختصّه يختصّه، قال : يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ [آل عمران / ٧٤]، وخُصَاصُ البيت : فرجة، وعبّر عن الفقر الذي لم يسدّ بالخصاصة، كما عبّر عنه بالخلّة، قال : وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ
[الحشر / ٩]، وإن شئت قلت من الخصاص، والخُصُّ : بيت من قصب أو شجر، وذلك لما يرى فيه من الخصاصة.
خصف
قال تعالى : وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما
[الأعراف / ٢٢]، أي : يجعلان عليهما خَصَفَةً، وهي أوراق، ومنه قيل لجلّة التّمر : خَصَفَة «٢»، وللثّياب الغليظة، جمعه خَصَفٌ «٣»، ولما يطرق به الخفّ : خَصَفَة، وخَصَفْتُ النّعل بالمِخْصَف.
وروي :(كان النبيّ صلّى اللّه عليه وسلم يخصف نعله) «٤»، وخَصَفْتُ الخصفة : نسجتها، والأخصف والخصيف قيل : الأبرق من الطّعام، وهو لونان من الطّعام، وحقيقته : ما جعل من اللّبن ونحوه في خصفة فيتلوّن بلونها.
خصم
الخَصْمُ مصدر خَصَمْتُهُ، أي : نازعته خَصْماً، يقال : خاصمته وخَصَمْتُهُ مُخَاصَمَةً وخِصَاماً، قال تعالى : وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ [البقرة / ٢٠٤]، وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ [الزخرف / ١٨]، ثم سمّي المُخَاصِم خصما، واستعمل للواحد والجمع، وربّما ثنّي، وأصل المُخَاصَمَة : أن يتعلّق كلّ واحد بخصم الآخر، أي جانبه وأن يجذب كلّ واحد خصم الجوالق

_
(١) والخصّان والخصّان كالخاصة، ومنه قولهم : إنما يفعل هذا خصّان الناس، أي : خواصّ منهم. انظر : اللسان (خصص).
(٢) انظر : المجمل ٢ / ٢٩٠.
(٣) جمعه : خصف وخصاف، انظر : اللسان (خصف).
(٤) الحديث عن عائشة أنها سئلت ما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت : كان يخيط ثوبه ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم. أخرجه أحمد في المسند ٦ / ١٢١، وفي الزهد ص ٩.


الصفحة التالية
Icon