المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٨٩
من هذا قوله : حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً [الأعراف / ١٨٩]. الرّابع : يقال خفيف فيمن يطيش، وثقيل فيما فيه وقار، فيكون الخفيف ذمّا، والثقيل مدحا. الخامس : يقال خفيف في الأجسام التي من شأنها أن ترجحن إلى أسفل كالأرض والماء، يقال : خَفَّ يَخِفُّ خَفّاً وخِفَّةً، وخَفَّفَه تَخْفِيفاً وتَخَفَّفَ تَخَفُّفاً، واستخففته، وخَفَّ المتاع : الخفيف منه، وكلام خفيف على اللسان، قال تعالى : فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ [الزخرف / ٥٤]، أي : حملهم أن يخفّوا معه، أو وجدهم خفافا في أبدانهم وعزائمهم، وقيل :
معناه وجدهم طائشين، وقوله تعالى : فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ [المؤمنون / ١٠٢ - ١٠٣]، فإشارة إلى كثرة الأعمال الصّالحة وقلّتها، وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ [الروم / ٦٠]، أي : لا يزعجنّك ويزيلنّك عن اعتقادك بما يوقعون من الشّبه، وخفّوا عن منازلهم : ارتحلوا منها في خفّة، والخُفُّ : الملبوس، وخُفُّ النّعامة والبعير تشبيها بخفّ الإنسان.
خفت
قال تعالى : يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ
[طه / ١٠٣]، وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها
[الإسراء / ١١٠]، المخافتة والخفت : إسرار المنطق، قال :
١٤٢ -
وشتّان بين الجهر والمنطق الخَفْت
«١»
خفض
الخَفْض : ضدّ الرّفع، والخَفْض الدّعة والسّير اللّيّن وقوله عزّ وجلّ : وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِ
[الإسراء / ٢٤]، فهو حثّ على تليين الجانب والانقياد، كأنّه ضدّ قوله : أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ [النمل / ٣١]، وفي صفة القيامة :
خافِضَةٌ رافِعَةٌ
[الواقعة / ٣]، أي : تضع قوما وترفع آخرين، فخافضة إشارة إلى قوله :
ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ [التين / ٥].
خفى
خَفِيَ الشيء خُفْيَةً : استتر، قال تعالى :
ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً [الأعراف / ٥٥]، والخَفَاء : ما يستر به كالغطاء، وخَفَيْتَهُ :
أزلت خفاه، وذلك إذا أظهرته «٢»، وأَخْفَيْتَهُ :
أوليته خفاء، وذلك إذا سترته، ويقابل به الإبداء والإعلان، قال تعالى : إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ [البقرة / ٢٧١]، وقال تعالى :

_
(١) البيت :
أخاطب جهرا إذ لهنّ تخافت وشتّان بين الجهر والمنطق الخفت
وهو في اللسان (خفت)، والمجمل ٢ / ٢٩٧ دون نسبة، وخزانة الأدب ٦ / ٢٧٨.
(٢) انظر : المجمل ٢ / ٢٩٧.


الصفحة التالية
Icon