المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٩٣
كالأوّل، وقال : إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولًا نَبِيًّا [مريم / ٥١]، فحقيقة الإخلاص : التّبرّي عن كلّ ما دون اللّه تعالى.
خلط
الخَلْطُ : هو الجمع بين أجزاء الشيئين فصاعدا، سواء كانا مائعين، أو جامدين، أو أحدهما مائعا والآخر جامدا، وهو أعمّ من المزج، ويقال اختلط الشيء، قال تعالى :
فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ [يونس / ٢٤]، ويقال للصّديق والمجاور والشّريك : خَلِيطٌ، والخليطان في الفقه من ذلك، قال تعالى :
وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ
[ص / ٢٤]، ويقال الخليط للواحد والجمع، قال الشاعر :
١٤٧ -
بان الخليط ولم يأووا لمن تركوا
«١» وقال : خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً
[التوبة / ١٠٢]، أي : يتعاطون هذا مرّة وذاك مرّة، ويقال : أخلط فلان في كلامه : إذا صار ذا تخليط، وأخلط الفرس في جريه كذلك، وهو كناية عن تقصيره فيه.
خلع
الخَلْعُ : خلع الإنسان ثوبه، والفرس جلّه وعذاره، قال تعالى : فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ
[طه / ١٢]، قيل : هو على الظاهر، وأمره بخلع ذلك عن رجله، لكونه من جلد حمار ميّت «٢»، وقال بعض الصوفية : هذا مثل وهو أمر بالإقامة والتمكّن، كقولك لمن رمت أن يتمكّن : انزع ثوبك وخفّك ونحو ذلك، وإذا قيل : خَلَعَ فلان على فلان، فمعناه : أعطاه ثوبا، واستفيد معنى العطاء من هذه اللفظة بأن وصل به على فلان، لا بمجرّد الخلع.
خلف
خَلْفُ : ضدّ القُدَّام، قال تعالى : يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ [البقرة / ٢٥٥]، وقال تعالى : لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ [الرعد / ١١]، وقال تعالى : فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً [يونس / ٩٢]، وخَلَفَ ضدّ تقدّم وسلف، والمتأخّر لقصور منزلته يقال له : خَلْفٌ، ولهذا قيل : الخلف الرديء، والمتأخّر لا لقصور منزلته يقال له : خلف، قال تعالى : فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ [الأعراف / ١٦٩]، وقيل : سكت ألفا ونطق

_
(١) هذا شطر بيت لزهير، وعجزه :
وزوّدوك اشتياقا أية سلكوا
وهو مطلع قصيدته الكافية في ديوانه ص ٤٧.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٦ / ١٤٤ عن كعب وعكرمة وقتادة، وأخرجه ابن بطّة، وقال ابن عراق في تنزيه الشريعة المرفوعة ١ / ٢٢٨ : وهذا لا يصحّ.


الصفحة التالية
Icon