المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٩٩
الخمير، والخميرة سمّيت لكونها مخمورة من قبل.
ودخل في خِمَار الناس، أي : في جماعتهم الساترة لهم، والخَمْر سمّيت لكونها خامرة لمقرّ العقل، وهو عند بعض الناس اسم لكلّ مسكر. وعند بعضهم اسم للمتخذ من العنب والتمر، لما روي عنه صلّى اللّه عليه وسلم :«الخمر من هاتين الشّجرتين : النّخلة والعنبة» «١»، ومنهم من جعلها اسما لغير المطبوخ، ثم كميّة الطّبخ التي تسقط عنه اسم الخمر مختلف فيها، والخُمَار : الداء العارض من الخمر، وجعل بناؤه بناء الأدواء كالزّكام والسّعال، وخُمْرَةُ الطيّب : ريحه، وخَامَرَهُ وخَمَرَهُ : خالطه ولزمه، وعنه استعير :
١٥١ -
خامري أمّ عامر
«٢»
خمس
أصل الخَمْس في العدد، قال تعالى :
وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ
[الكهف / ٢٢]، وقال : فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً
[العنكبوت / ١٤]، والخميس : ثوب طوله خمس أذرع، ورمح مَخْمُوس كذلك. والخمس من أظماء الإبل، وخَمَسْتُ القومَ أَخْمُسُهُمْ : أخذت خمس أموالهم، وخَمَسْتُهُمْ أَخْمُسُهُمْ : كنت لهم خامسا، والخميس في الأيّام معلوم.
خمص
قوله تعالى : فِي مَخْمَصَةٍ
[المائدة / ٣]، أي : مجاعة تورث خَمْصَ البطن، أي : ضموره، يقال : رجل خامص، أي : ضامر، وأَخْمَص القدم : باطنها وذلك لضمورها.
خمط
الخمط : شجر لا شوك له، قيل : هو شجر الأراك، والخَمْطَة : الخمر إذا حمضت، وتَخَمَّط :
إذا غضب، يقال : تَخَمَّطَ الفحل هدر «٣».
خنزير
قوله تعالى : وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ
[المائدة / ٦٠]، قيل : عنى الحيوان المخصوص، وقيل : عنى من أخلاقه وأفعاله مشابهة لأخلاقها، لا من خلقته خلقتها، والأمران
(١) الحديث أخرجه مسلم عن أبي هريرة، في باب الأشربة، برقم (١٩٨٥)، وانظر : شرح السنة ١١ / ٣٥٣. قال البغوي : معناه : إن معظم الخمر يكون منهما، وهو الأغلب على عادات الناس فيما يتخذونه من الخمور، وفي الحديث :«والخمر ما خامر العقل» البخاري ١٠ / ٣٩. قال : فيه دليل واضح على بطلان قول من زعم أن الخمر إنما هي من عصير العنب، أو الرطب، بل كل مسكر خمر. ا ه مختصرا. راجع : شرح السنة ١١ / ٣٥١ - ٣٥٣.
(٢) البيت :
لا تقبروني إنّ قبري محرّم عليكم ولكن خامري أم عامر
وهو للشنفرى، في اللسان (عمر)، وأمالي القالي ٣ / ٣٦، وعيون الأخبار ٣ / ٢٠٠، والبرصان والعرجان ص ١٦٦.
(٣) انظر : المجمل ٢ / ٣٠٣.