المفردات في غريب القرآن، ص : ٣٤٠
والمِرْبَاع : ما نتج في الرّبيع، وغيث مُرْبِع :
يأتي في الرّبيع. ورَبَعَ الحَجَرَ والحمل : تناول جوانبه الأربع، والمِرْبَع : خشب يربع به، أي :
يؤخذ الشيء به، وسمي الحجر المتناول ربيعة.
وقولهم : ارْبَعْ على ظلعك «١»، يجوز أن يكون من الإقامة، أي : أقم على ظلعك، ويجوز أن يكون من ربع الحجر، أي : تناوله على ظلعك «٢».
والمِرْبَاع : الرُّبُعُ الذي يأخذه الرّئيس من الغنم، من قولهم : رَبَعْتُ القومَ، واستعيرت الرِّبَاعَة للرّئاسة، اعتبارا بأخذ المرباع، فقيل : لا يقيم رِبَاعَةَ القومِ غَيْرُ فلانٍ. والرَّبْعَةُ : الجونة «٣»، لكونها في الأصل ذات أربع طبقات، أو لكونها ذات أربع أرجل. والرَّبَاعِيتان قيل : سمّيتا لكون أربع أسنان بينهما، واليربوع : فأرة لجحرها أربعة أبواب. وأرض مَرْبَعَة : فيها يرابيع، كما تقول :
مضبّة في موضع الضّبّ.
ربو
رَبْوَة ورِبْوَة ورُبْوَة ورِبَاوَة ورُبَاوَة، قال تعالى :
إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ
[المؤمنون / ٥٠]، قال (أبو الحسن) «٤» : الرَّبْوَة أجود لقولهم ربى، ورَبَا فلان : حصل في ربوة، وسمّيت الرّبوة رابية كأنّها ربت بنفسها في مكان، ومنه :
رَبَا : إذا زاد وعلا، قال تعالى : فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ
[الحج / ٥]، أي : زادت زيادة المتربّي، فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً
[الرعد / ١٧]، فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً
[الحاقة / ١٠]، وأربى عليه : أشرف عليه، ورَبَيْتُ الولد فَرَبَا من هذا، وقيل : أصله من المضاعف فقلب تخفيفا، نحو : تظنّيت في تظنّنت. والرِّبَا : الزيادة على رأس المال، لكن خصّ في الشرع بالزيادة على وجه دون وجه، وباعتبار الزيادة قال تعالى : وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ
[الروم / ٣٩]، ونبّه بقوله : يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ
[البقرة / ٢٧٦]، أنّ الزيادة المعقولة المعبّر عنها بالبركة مرتفعة عن الرّبا، ولذلك قال في مقابلته : وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ [الروم / ٣٩]، والأُرْبِيَّتَان : لحمتان ناتئتان في أصول الفخذين من باطن، والرَّبْوُ : الانبهار،

_
(١) قال ابن فارس : اربع على ظلعك، أي : تمكّث، ويقال : انتظر. المجمل ٢ / ٤١٥، والأمثال ص ٣٢٣.
(٢) الظّلع كالغمز، ظلع الرجل والدابة في مشيه، عرج وغمز في مشيه.
وفي النوادر : فلان يرقأ على ظلعه، أي : يسكت على دائه وعيبه.
وقيل معنى : ارق على ظلعك، أي : تصعّد في الجبل، وأنت تعلم أنك ظالع لا تجهد نفسك. انظر : اللسان (ظلع).
(٣) انظر : اللسان (ربع) ٨ / ١٠٧. وهي سلّة مستديرة مغشّاة أدما يجعل فيها الطّيب. وقيل : مولّدة.
(٤) أبو الحسن الأخفش.


الصفحة التالية
Icon