المفردات في غريب القرآن، ص : ٣٤٤
الأذان «١». والرَّجِيعُ : كناية عن أذى البطن للإنسان والدّابّة، وهو من الرُّجُوعِ، ويكون بمعنى الفاعل، أو من الرَّجْعِ ويكون بمعنى المفعول، وجبّة رَجِيعٌ، أعيدت بعد نقضها، ومن الدابّة : ما رَجَعْتَهُ من سفر إلى سفر «٢»، والأنثى رَجِيعَةٌ. وقد يقال : دابّة رَجِيعٌ، ورجْعُ سفر : كناية عن النّضو «٣»، والرَّجِيعُ من الكلام :
المردود إلى صاحبه أو المكرّر.
رجف
الرَّجْفُ : الاضطراب الشديد، يقال : رَجَفَتِ الأرض ورَجَفَ البحر، وبحر رَجَّافٌ. قال تعالى : يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ
[النازعات / ٦]، يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ [المزمل / ١٤]، فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ
[الأعراف / ٧٨]، والإِرْجَافُ : إيقاع الرّجفة، إمّا بالفعل، وإمّا بالقول، قال تعالى : وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ
«٤»، ويقال : الْأَرَاجِيفُ ملاقيح الفتن.
رجل
الرَّجُلُ : مختصّ بالذّكر من الناس، ولذلك قال تعالى : وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا
[الأنعام / ٩]، ويقال رَجْلَةٌ للمرأة : إذا كانت متشبّهة بالرّجل في بعض أحوالها، قال الشاعر :
١٨٠ -
لم يبالوا حرمة الرّجلة
«٥» ورجل بيّن الرُّجُولَةِ والرُّجُولِيَّةِ، وقوله : وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى
[يس / ٢٠]، وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ
[غافر / ٢٨]، فالأولى به الرّجوليّة والجلادة، وقوله :
أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ [غافر / ٢٨]، وفلان أَرْجَلُ الرَّجُلَيْنِ. والرِّجْلُ : العضو المخصوص بأكثر الحيوان، قال تعالى :
وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ
[المائدة / ٦]، واشتقّ من الرِّجْلِ رَجِلٌ ورَاجِلٌ للماشي

_
(١) قيل : هو تقارب ضروب الحركات في الصوت، وقد حكى عبد اللّه بن المغفّل ترجيعه بمدّ الصوت في القراءة، نحو آء آء آء. انظر : اللسان (رجع)، والنهاية ٢ / ٢٠٢، ومعالم السنن ١ / ١٥٣.
(٢) قال ابن فارس : والرّجيع من الدواب : ما رجعته من سفر إلى سفر. انظر : المجمل ٢ / ٤٢٢.
(٣) النّضو : البعير المهزول.
(٤) سورة الأحزاب : آية ٦٠، والمرجفون : هم الذين يولّدون الأخبار الكاذبة التي يكون معها اضطراب في الناس.
(٥) الشطر قبله :
كلّ جار ظلّ مغتبطا غير جيران بني جبله
خرقوا جيب فتاتهم لم يبالوا حرمة الرّجله
عنى بجيبها هنها.
انظر : اللسان (رجل)، وإعراب ثلاثين سورة ص ٤٤، ونسبه الفارسي لطرفة في التكملة ص ٣٥٣، وابن يعيش ٥ / ٩٨، وتذكرة النحاة لأبي حيان ٦١٧.


الصفحة التالية
Icon