المفردات في غريب القرآن، ص : ٣٥٠
الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ
[الأنفال / ٩]، قال أبو عبيدة : مردفين : جائين بعد «١»، فجعل رَدِفَ وأَرْدَفَ بمعنى واحد، وأنشد :
١٨٥ -
إذا الجوزاء أَرْدَفَتِ الثّريّا
«٢» وقال غيره : معناه مردفين ملائكة أخرى، فعلى هذا يكونون ممدّين بألفين من الملائكة، وقيل :
عنى بِالْمُرْدِفِينَ المتقدّمين للعسكر يلقون في قلوب العدى الرّعب. وقرئ مُرْدِفِينَ «٣» أي :
أُرْدِفَ كلّ إنسان ملكا، (و مُرَدَّفِينَ) «٤» يعني مُرْتَدِفِينَ، فأدغم التاء في الدّال، وطرح حركة التاء على الدّال. وقد قال في سورة آل عمران :
أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ. وأَرْدَفْتُهُ : حملته على رِدْفِ الفرس، والرِّدَافُ : مركب الرّدف، ودابّة لا تُرَادَفُ ولا تُرْدَفُ «٥»، وجاء واحد فأردفه آخر.
وأَرْدَافُ الملوكِ : الذين يخلفونهم.
ردم
الرَّدْمُ : سدّ الثّلمة بالحجر، قال تعالى :
أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً
[الكهف / ٩٥]، والرَّدْمُ : الْمَرْدُومُ، وقيل : المُرْدَمُ، قال الشاعر :
١٨٦ -
هل غادر الشّعراء من مُتَرَدَّمٍ
«٦» وأَرْدَمْتُ عليه الحمّى «٧»، وسحاب مُرَدَّمٌ «٨».
ردأ
الرِّدْءُ : الذي يتبع غيره معينا له. قال تعالى :
فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي
[القصص / ٣٤]، وقد أَرْدَأَهُ، والرَّدِيءُ في الأصل مثله،

_
(١) انظر : مجاز القرآن ١ / ٢٤١.
(٢) هذا شطر بيت، وعجزه :
ظننت بآل فاطمة الظّنونا
وهو لخزيمة بن نهد، والبيت في العباب (ردف)، واللسان (ردف)، والبصائر ٣ / ٦٣.
(٣) وبها قرأ نافع وأبو جعفر ويعقوب.
(٤) وهي قراءة شاذّة، قرأ بها الخليل عن أهل مكة. انظر : مختصر ابن خالويه ص ٤٩، وإعراب القرآن للنحاس ١ / ٦٦٧، والآية رقمها ١٢٤ من سورة آل عمران.
(٥) قال الصاغاني : يقال : هذه دابّة لا ترادف، أي : لا تحمل رديفا، وجوّز الليث : لا تردف، وقال الأزهري : لا تردف مولّد من كلام أهل الحضر. العباب (ردف).
(٦) هذا شطر بيت، وعجزه :
أم هل عرفت الدار بعد توهّم
وهو لعنترة من مطلع معلقته، وهو في ديوانه ص ١٥، وشرح المعلقات ٢ / ٥.
(٧) أي : دامت، انظر : المجمل ٢ / ٤٢٧.
(٨) انظر : المجمل ٢ / ٤٢٧، واللسان : ردم.


الصفحة التالية
Icon