المفردات في غريب القرآن، ص : ٣٨٥
٢١٤ -
فبكا بناتي شجوهنّ وزوجتي
«١» وجمع الزّوج أَزْوَاجٌ. وقوله : هُمْ وَأَزْواجُهُمْ [يس / ٥٦]، احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ [الصافات / ٢٢]، أي :
أقرانهم المقتدين بهم في أفعالهم، وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ
[الحجر / ٨٨]، أي : أشباها وأقرانا. وقوله : سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ
[يس / ٣٦]، وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ
[الذاريات / ٤٩]، فتنبيه أنّ الأشياء كلّها مركّبة من جوهر وعرض، ومادّة وصورة، وأن لا شيء يتعرّى من تركيب يقتضي كونه مصنوعا، وأنه لا بدّ له من صانع تنبيها أنه تعالى هو الفرد، وقوله : خَلَقْنا زَوْجَيْنِ [الذاريات / ٤٩]، فبيّن أنّ كلّ ما في العالم زوج من حيث إنّ له ضدّا، أو مثلا ما، أو تركيبا مّا، بل لا ينفكّ بوجه من تركيب، وإنما ذكر هاهنا زوجين تنبيها أنّ الشيء - وإن لم يكن له ضدّ، ولا مثل - فإنه لا ينفكّ من تركيب جوهر وعرض، وذلك زوجان، وقوله : أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى [طه / ٥٣]، أي : أنواعا متشابهة، وكذلك قوله : مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ [لقمان / ١٠]، ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ [الأنعام / ١٤٣]، أي :
أصناف. وقوله : وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً [الواقعة / ٧]، أي : قرناء ثلاثا، وهم الذين فسّرهم بما بعد «٢». وقوله : وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ
[التكوير / ٧]، فقد قيل : معناه : قرن كلّ شيعة بمن شايعهم في الجنّة والنار، نحو :
احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ [الصافات / ٢٢]، وقيل : قرنت الأرواح بأجسادها حسبما نبّه عليه قوله في أحد التّفسيرين : يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً [الفجر / ٢٧ - ٢٨]، أي : صاحبك. وقيل : قرنت النّفوس بأعمالها حسبما نبّه قوله : يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ [آل عمران / ٣٠]، وقوله : وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ
[الدخان / ٥٤]، أي : قرنّاهم بهنّ، ولم يجئ في القرآن زوّجناهم حورا، كما يقال زوّجته امرأة، تنبيها أن ذلك لا يكون على حسب المتعارف فيما بيننا من المناكحة.
زاد
الزِّيادَةُ : أن ينضمّ إلى ما عليه الشيء في نفسه شيء آخر، يقال : زِدْتُهُ فَازْدَادَ، وقوله وَنَزْدادُ
(١) هذا شطر بيت، وعجزه :
والأقربون ثم إليّ تصدّعوا وهو لعبدة بن الطبيب في المفضليات ص ١٤٨، والأضداد لابن الأنباري ص ٣٧٤، وربيع الأبرار ٤ / ١٨١.
(٢) فسّرهم بقوله تعالى : فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ.