المفردات في غريب القرآن، ص : ٤٠٢
سحل
قال عزّ وجلّ : فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ
[طه / ٣٩]، أي : شاطئ البحر أصله من :
سَحَلَ الحديد، أي : بَرَدَهُ وقَشَرَهُ، وقيل : أصله أن يكون مَسْحُولًا، لكن جاء على لفظ الفاعل، كقولهم : همّ ناصب. وقيل : بل تصوّر منه أنه يَسْحَلُ الماءَ، أي : يفرّقه ويضيّقه، والسُّحَالَةُ :
البرادة، والسَّحِيلُ والسُّحَالُ : نهيق الحمار «١»، كأنه شبّه صوته بصوت سحل الحديد، والْمِسْحَلُ : اللسان الجهير الصوت، كأنه تصوّر منه سحيل الحمار من حيث رفع صوته، لا من حيث نكرة صوته، كما قال تعالى : إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [لقمان / ١٩]، والْمِسْحَلَتَانِ : حلقتان على طرفي شكيم «٢» اللّجام.
سخر
التَّسْخِيرُ : سياقة إلى الغرض المختصّ قهرا، قال تعالى : وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ
[الجاثية / ١٣]، وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ [إبراهيم / ٣٣]، وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ [إبراهيم / ٣٣]، وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ [إبراهيم / ٣٢]، كقوله : سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [الحج / ٣٦]، سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا [الزخرف / ١٣]، فَالْمُسَخَّرُ هو المقيّض للفعل، والسُّخْرِيُّ : هو الذي يقهر فَيَتَسَخَّرُ بإرادته، قال :
لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا
[الزخرف / ٣٢]، وسَخِرْتُ منه، واسْتَسْخَرْتُهُ لِلْهُزْءِ منه، قال تعالى : إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
[هود / ٣٨]، بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ [الصافات / ١٢]، وقيل :
رجل سُخْرَةٌ : لمن سَخِرَ، وسُخْرَةٌ لمن يُسْخَرُ منه «٣»، والسُّخْرِيَةُ والسِّخْرِيَةُ : لفعل الساخر.
وقوله تعالى : فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا
[المؤمنون / ١١٠]، وسخريا «٤»، فقد حمل على الوجهين على التّسخير، وعلى السّخرية قوله تعالى : وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا [ص / ٦٢ - ٦٣]. ويدلّ على الوجه الثاني قوله بعد : وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ [المؤمنون / ١١٠].
سخط
السَّخَطُ والسُّخْطُ : الغضب الشديد المقتضي للعقوبة، قال : إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ
[التوبة /

_
(١) انظر : المجمل ٢ / ٤٨٨.
(٢) الشكيمة : الحديدة المعترضة في الفم.
(٣) راجع مادة (برم) في الحاشية.
(٤) قرأ نافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بضم السين، والباقون بكسرها. الإتحاف ٣٢١.


الصفحة التالية
Icon