المفردات في غريب القرآن، ص : ٤٠٥
تعالى : وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً
[الإنسان / ١١]، وقال : تَسُرُّ النَّاظِرِينَ
[البقرة / ٦٩]، وقوله تعالى في أهل الجنة : وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً
[الانشقاق / ٩]، وقوله في أهل النار :
إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً [الانشقاق / ١٣]، تنبيه على أنّ سُرُورَ الآخرة يضادّ سرور الدّنيا، والسَّرِيرُ : الذي يجلس عليه من السّرور، إذ كان ذلك لأولي النّعمة، وجمعه أَسِرَّةٌ، وسُرُرٌ، قال تعالى : مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ [الطور / ٢٠]، فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ [الغاشية / ١٣]، وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ [الزخرف / ٣٤]، وسَرِيرُ الميّت تشبيها به في الصّورة، وللتّفاؤل بالسّرور الذي يلحق الميّت برجوعه إلى جوار اللّه تعالى، وخلاصه من سجنه المشار إليه بقوله صلّى اللّه عليه وسلم :«الدّنيا سجن المؤمن» «١».
سرب
السَّرَبُ : الذّهاب في حدور، والسَّرَبُ :
الْمَكَانُ الْمُنْحَدِرُ، قال تعالى : فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً [الكهف / ٦١]، يقال : سَرَبَ سَرَباً وسُرُوباً «٢»، نحو مرّ مرّا ومرورا، وانْسَرَبَ انْسِرَاباً كذلك، لكن سَرَبَ يقال على تصوّر الفعل من فاعله، وانْسَرَبَ على تصوّر الانفعال منه. وسَرَبَ الدّمع : سال، وانْسَرَبَتِ الحَيَّةُ إلى جُحْرِهَا، وسَرَبَ الماء من السّقاء، وماء سَرَبٌ، وسَرِبٌ : متقطّر من سقائه، والسَّارِبُ : الذّاهب في سَرَبِهِ أيّ طريق كان، قال تعالى : وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ
[الرعد / ١٠]، والسَّرْبُ : جمع سَارِبٍ، نحو : ركب وراكب، وتعورف في الإبل حتى قيل : زُعِرَتْ سَرْبُهُ، أي : إبله. وهو آمن في سِرْبِهِ، أي : في نفسه، وقيل : في أهله ونسائه، فجعل السِّرْبُ كناية، وقيل : اذهبي فلا أنده سِرْبَكِ «٣»، في الكناية عن الطّلاق، ومعناه : لا أردّ إبلك الذّاهبة في سربها، والسُّرْبَةُ : قطعة من الخيل نحو العشرة إلى العشرين. والْمَسْرَبَةُ : الشّعر المتدلّي من الصّدر، السَّرَابُ : اللامع في المفازة كالماء، وذلك لانسرابه في مرأى العين، وكان
(١) الحديث عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم :«الدّنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر». أخرجه مسلم في كتاب الزهد برقم (٢٩٥٦)، وأحمد في المسند ٢ / ٣٢٣، وابن ماجة (٤١١٣).
وفي آخر عن عبد اللّه بن عمرو عن النبيّ صلّى اللّه عليه وسلم قال :«الدنيا سجن المؤمن وسنته، وإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة». أخرجه أحمد ١ / ٩١٧، والحاكم ٤ / ٣١٥.
(٢) انظر : الأفعال ٣ / ٥١١، والبصائر ٣ / ٢١١.
(٣) قولهم : اذهب فلا أنده سربك، أي : لا أردّ إبلك حتى تذهب حيث شاءت، أي : لا حاجة لي فيك، ويقولون للمرأة عند الطلاق : اذهبي فلا أنده سربك. فتطلق بهذه الكلمة، وكان هذا في الجاهلية، وأصل النده : الزجر.
راجع : اللسان (سرب)، وعمدة الحفاظ : سرب.