المفردات في غريب القرآن، ص : ٤٤١
سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ [المنافقون / ٦]، سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا
[إبراهيم / ٢١]، أي : يَسْتَوِي الأمران في أنهما لا يغنيان سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ [الحج / ٢٥]، وقد يستعمل سِوىً وسَوَاءٌ بمعنى غير، قال الشاعر :
٢٥٧ -
فلم يبق منها سوى هامد
«١» وقال آخر :
٢٥٨ -
وما قصدت من أهلها لِسَوَائِكَا
«٢» وعندي رجل سِوَاكَ، أي : مكانك، وبدلك، والسِّيُّ : المساوي، مثل : عدل ومعادل، وقتل ومقاتل، تقول : سِيَّانِ زيد وعمرو، وأَسْوَاءٌ جمع سِيٍّ، نحو : نقض وأنقاض، يقال : قوم أسواء، ومستوون، والمساواة متعارفة في المثمنات، يقال : هذا الثّوب يساوي كذا، وأصله من سَاوَاهُ في القدر، قال : حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ [الكهف / ٩٦].
سوأ
السُّوءُ : كلّ ما يغمّ الإنسان من الأمور الدّنيويّة، والأخروية، ومن الأحوال النّفسيّة، والبدنيّة، والخارجة، من فوات مال، وجاه، وفقد حميم، وقوله : بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ
[طه / ٢٢]، أي : من غير آفة بها، وفسّر بالبرص، وذلك بعض الآفات التي تعرض لليد. وقال :
إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ [النحل / ٢٧]، وعبّر عن كلّ ما يقبح بِالسَّوْأَى، ولذلك قوبل بالحسنى، قال : ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى
[الروم / ١٠]، كما قال :
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى [يونس / ٢٦]، والسَّيِّئَةُ : الفعلة القبيحة، وهي ضدّ الحسنة، قال : بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً [البقرة / ٨١]، قال : لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ [النمل / ٤٦]، يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ [هود / ١١٤]، ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ [النساء / ٧٩]، فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا [النحل / ٣٤]، ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ [المؤمنون / ٩٦]، وقال عليه الصلاة والسلام :«يا أنس أتبع السّيّئة الحسنة تمحها» «٣»، والحسنة والسّيئة ضربان : أحدهما
(١) هذا شطر بيت، وعجزه :
وسفع الخدود معا والنؤي
وهو لأبي ذؤيب الهذلي، في ديوان الهذليين ١ / ٦٦، والبصائر ٣ / ١٨٧.
(٢) هذا عجز بيت، وصدره :
تجانف عن أهل اليمامة ناقتي
وهو للأعشى في ديوانه ص ١٣١، واللسان (سوى)، والبصائر ٣ / ٨٧، والمجمل ٢ / ٤٧٧.
(٣) الحديث عن معاذ وأبي ذر قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم :«اتق اللّه حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» أخرجه أحمد والترمذي والحاكم والدارمي ٢ / ٣٢٣.
انظر : الفتح الكبير ١ / ٣٣، والمسند ٥ / ١٥٣، والمستدرك ١ / ٥٤.