المفردات في غريب القرآن، ص : ٤٤٨
اشتدّت الرّيح، قال تعالى : اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ
[إبراهيم / ١٨].
شر
الشَّرُّ : الذي يرغب عنه الكلّ، كما أنّ الخير هو الذي يرغب فيه الكلّ قال تعالى : شَرٌّ مَكاناً [يوسف / ٧٧]، وإِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُ
[الأنفال / ٢٢]، وقد تقدّم تحقيق الشّرّ مع ذكر الخير وذكر أنواعه «١»، ورجل شَرٌّ وشِرِّيرٌ :
متعاط للشّرّ، وقوم أَشْرَارٌ، وقد أَشْرَرْتُهُ : نسبته إلى الشّرّ، وقيل : أَشْرَرْتُ كذا : أظهرته «٢»، واحتجّ بقول الشاعر :
٢٦٢ -
إذا قيل : أيّ الناس شرّ قبيلة أشرّت كليبٌ بالأكفّ الأصابع
«٣» فإن لم يكن في هذا إلّا هذا البيت فإنه يحتمل أنها نسبت الأصابع إلى الشّرّ بالإشارة إليه، فيكون من : أشررته : إذا نسبته إلى الشّرّ، والشُّرُّ بالضّمّ خصّ بالمكروه، وشَرَارُ النّار : ما تطاير منها، وسمّيت بذلك لاعتقاد الشّرّ فيه، قال تعالى : تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ
[المرسلات / ٣٢].
شرب
الشُّرْبُ : تناول كلّ مائع، ماء كان أو غيره. قال تعالى في صفة أهل الجنّة : وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً
[الإنسان / ٢١]، وقال في صفة أهل النّار : لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ
[يونس / ٤]، وجمع الشَّرَابُ أَشْرِبَةٌ، يقال : شَرِبْتُهُ شَرْباً وشُرْباً. قال عزّ وجلّ : فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي
- إلى قوله - فَشَرِبُوا مِنْهُ
«٤»، وقال :
فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ
[الواقعة / ٥٥]، والشِّرْبُ : النّصيب منه «٥» قال تعالى : هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ
[الشعراء / ١٥٥]، وقال : كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ
[القمر / ٢٨]. والْمَشْرَبُ المصدر، واسم زمان الشّرب، ومكانه. قال تعالى : قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ
(١) راجع مادة (خير).
(٢) انظر : المجمل ٢ / ٥٠١.
(٣) البيت للفرزدق في ديوانه ص ٣٦٢، والمجمل ٢ / ٥٠١، ومغني اللبيب ص ١٥.
والرواية المشهورة :(أشارت). و(الأصابع) بالرفع، وهي هكذا في مخطوطة المحمودية. ويروى : الأصابعا.
(٤) الآية : فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي، وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ سورة البقرة :
آية ٢٤٩.
(٥) قال ابن مالك في مثلّثه :
والشّاربون قيل فيهم شرب وكلّ حظّ من شراب شرب
وشرب وإن تشأ فشرب جمع شروب مكثر الشّراب