المفردات في غريب القرآن، ص : ٤٥٥
عدوه، واختصّ به عسلان الذئب.
وقال آخر :
٢٦٩ -
ما ليلة الفقير إلّا شَيْطَانْ
«١» وسمّي كلّ خلق ذميم للإنسان شَيْطَاناً، فقال عليه السلام :«الحسد شَيْطَانٌ والغضب شَيْطَانٌ» «٢»
شطا
شَاطِئُ الوادي : جانبه. قال عزّ وجلّ :
نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ
[القصص / ٣٠]، ويقال : شَاطَأْتُ فلانا : ماشيته في شاطئ الوادي، وشَطْءُ الزّرع : فروخ الزّرع، وهو ما خرج منه، وتفرّغ في شَاطِئَيْهِ أي : في جانبيه، وجمعه : أَشْطَاءٌ، قال تعالى : كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ
[الفتح / ٢٩]، أي : فراخه، وقرئ :
شَطْأَهُ
«٣»، وذلك نحو : الشّمع والشّمع، والنّهر والنّهر.
شعب
الشِّعْبُ : القبيلة المتشعّبة من حيّ واحد، وجمعه : شُعُوبٌ، قال تعالى : شُعُوباً وَقَبائِلَ
[الحجرات / ١٣]، والشِّعْبُ من الوادي : ما اجتمع منه طرف وتفرّق طرف، فإذا نظرت إليه من الجانب الذي تفرّق أخذت في وهمك واحدا يتفرّق، وإذا نظرت من جانب الاجتماع أخذت في وهمك اثنين اجتمعا، فلذلك قيل : شَعِبْتَ الشيء : إذا جمعته، وشَعِبْتُهُ إذا فرّقته «٤»، وشُعَيْبٌ تصغير شعب الذي هو مصدر، أو الذي هو اسم، أو تصغير شعب، والشَّعِيبُ «٥» : المزادة الخلق التي قد أصلحت وجمعت. وقوله : إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ
[المرسلات / ٣٠]، يختصّ بما بعد هذا الكتاب.
شعر
الشَّعْرُ معروف، وجمعه أَشْعَارٌ قال اللّه تعالى :
وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها [النحل / ٨٠]،
(١) الرجز للشماخ، وبعده :
ساهرة تؤدي بروح الإنسان يدعى بها القوم دعاء الصّمان
وهو في ديوانه ص ٤١٣، والملاحن ص ٥٢، واللسان (شطن)، وتفسير الراغب ورقة ٢٢.
(٢) جاء في الحديث :«إنّ الغضب من الشيطان، وإنّ الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ» أخرجه أحمد ٤ / ٢٢٦، وأبو نعيم في الحلية ٢ / ١٣٠، وأبو داود برقم ٤٧٨٤.
وفي حديث آخر :«الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب» أخرجه أبو داود، ولا يصح، ورقمه ٤٩٠٣، وابن ماجة من حديث أنس بإسناد ضعيف ١ / ١٤٠٨. [.....]
(٣) وهي قراءة ابن كثير وابن ذكوان. انظر : الإتحاف ص ٣٩٦.
(٤) قال السرقسطي : شعبت الشيء شعبا : جمعته وفرّقته، بفتح العين وكسرها. الأفعال ٢ / ٣٣٩، والأضداد ص ٥٣.
(٥) انظر : المجمل ٢ / ٥٠٥، والبصائر ٣ / ٣٢٢.