المفردات في غريب القرآن، ص : ٤٦٠
صاحبك، أو مَن : شَقَّ العصا بينك وبينه. قال تعالى : وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما
[النساء / ٣٥]، فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ [البقرة / ١٣٧]، أي : مخالفة، لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي [هود / ٨٩]، وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ [البقرة / ١٧٦]، مَنْ يُشاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
[الأنفال / ١٣]، أي : صار في شقّ غير شقّ أوليائه، نحو : مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ [التوبة / ٦٣]، ونحوه : وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ [النساء / ١١٥]، ويقال : المال بينهما شقّ الشّعرة، وشَقَّ الإبلمة «١»، أي : مقسوم كقسمتهما، وفلان شِقُّ نفسي، وشَقِيقُ نفسي، أي : كأنه شقّ منّي لمشابهة بعضنا بعضا، وشَقَائِقُ النّعمان : نبت معروف. وشَقِيقَةُ الرّمل :
ما يُشَقَّقُ، والشَّقْشَقَةُ : لهاة البعير لما فيه من الشّقّ، وبيده شُقُوقٌ، وبحافر الدّابّة شِقَاقٌ، وفرس أَشَقُّ : إذا مال إلى أحد شِقَّيْهِ، والشُّقَّةُ في الأصل نصف ثوب وإن كان قد يسمّى الثّوب كما هو شُقَّةً.
شقا
الشَّقَاوَةُ : خلاف السّعادة، وقد شَقِيَ «٢» يَشْقَى شَقْوَة، وشَقَاوَة، وشَقَاءً، وقرئ شِقْوَتُنا
«٣»، وشَقَاوَتُنَا «٤» فَالشَّقْوَةُ كالرّدّة، والشَّقَاوَةُ كالسّعادة من حيث الإضافة، فكما أنّ السّعادة في الأصل ضربان : سعادة أخرويّة، وسعادة دنيويّة، ثمّ السّعادة الدّنيويّة ثلاثة أضرب : سعادة نفسيّة وبدنيّة وخارجيّة، كذلك الشّقاوة على هذه الأضرب، وهي الشَّقَاوَةُ الأخرويّة. قال عزّ وجلّ : فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى
[طه / ١٢٣]، وقال : غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا
[المؤمنون / ١٠٦]، وقرئ : شَقَاوَتُنَا «٥» وفي الدّنيويّة : فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى
[طه / ١١٧]، قال بعضهم : قد يوضع الشَّقَاءُ موضع التّعب، نحو : شقيت في كذا،

_
(١) وفي حديث السقيفة :«الأمر بيننا وبينكم كقدّ الأبلمة».
يقول : نحن وإياكم في الحكم سواء، لا فضل لأمير على مأمور، كالخوصة إذا شقّت طولا باثنتين، فتساوى شقّاها، فلم يكن لأحدهما فضل على الآخر.
الأبلمة : واحدها : الأبلم، وهي خوص المقل، وفيها ثلاث لغات : فتح الهمزة واللام، وضمهما، وكسرهما.
انظر : المجموع المغيث ١ / ٢٠، والنهاية ١ / ١٧، واللسان (بلم).
(٢) انظر : البصائر ٣ / ٣٣٢.
(٣) والآية : قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا سورة المؤمنين : آية ١٠٦، وهي القراءة المشهورة.
(٤) وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف.
(٥) تقدّمت قريبا.


الصفحة التالية
Icon