المفردات في غريب القرآن، ص : ٤٦٢
الأنواع الثّلاثة من الشّكر بالقلب واللّسان وسائر الجوارح. قال : اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ
[لقمان / ١٤]، وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ
[آل عمران / ١٤٥]، وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ
[النمل / ٤٠]، وقوله : وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ
[سبأ / ١٣]، ففيه تنبيه أنّ توفية شكر اللّه صعب، ولذلك لم يثن بالشّكر من أوليائه إلّا على اثنين، قال في إبراهيم عليه السلام : شاكِراً لِأَنْعُمِهِ
[النحل / ١٢١]، وقال في نوح : إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً
[الإسراء / ٣]، وإذا وصف اللّه بالشّكر في قوله :
وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ [التغابن / ١٧]، فإنما يعنى به إنعامه على عباده، وجزاؤه بما أقاموه من العبادة. ويقال : ناقة شَكِرَةٌ : ممتلئة الضّرع من اللّبن، وقيل : هو أَشْكَرُ من بروق «١»، وهو نبت يخضرّ ويتربّى بأدنى مطر، والشَّكْرُ يكنّى به عن فرج المرأة، وعن النكاح. قال بعضهم «٢» :
٢٧١ -
أإن سألتك ثمن شكرها وشبرك أنشأت تطلّها
والشَّكِيرُ : نبت في أصل الشّجرة غضّ، وقد شَكَرَتِ الشّجرةُ : كَثُرَ غصنها.
شكس
الشَّكْسُ : السّيّئ الخلق، وقوله تعالى :
شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ
[الزمر / ٢٩]، أي :
متشاجرون لِشِكَاسَةِ خُلُقِهِمْ.
شكل
الْمُشَاكَلَةُ في الهيئة والصّورة، والنّدّ في الجنسيّة، والشّبه في الكيفيّة، قال تعالى :
وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ
[ص / ٥٨]، أي :
مثله في الهيئة وتعاطي الفعل، والشِّكْلُ قيل : هو الدّلّ، وهو في الحقيقة الأنس الذي بين المتماثلين في الطّريقة، ومن هذا قيل : الناس أَشْكَالٌ وألّاف «٣»، وأصل الْمُشَاكَلَةُ من الشَّكْل.
أي : تقييد الدّابّة، يقال شَكَلْتُ الدّابّةَ.
والشِّكَالُ : ما يقيّد به، ومنه استعير : شَكَلْتُ الكتاب، كقوله : قيدته، ودابّة بها شِكَالٌ : إذا كان تحجيلها بإحدى رجليها وإحدى يديها كهيئة الشِّكَالِ، وقوله : قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ
[الإسراء / ٨٤]، أي : على سجيّته التي قيّدته، وذلك أنّ سلطان السّجيّة على الإنسان قاهر
(١) في اللسان : البروق : نبت ضعيف ريان، واحدها بروقة.
يقال : أشكر من بروقة. وأقصف من بروقة. راجع : اللسان (برق)، وأساس البلاغة ص ٢٠. [.....]
(٢) الكلام ليحيى بن يعمر، وقد قاله لرجل طالبته امرأته بمهرها.
وهو في عمدة الحفاظ (شكر)، ومجالس ثعلب ٢ / ٤٦٥، وشرح أدب الكاتب ص ٧٦، تطلّها : تبطل حقّها.
(٣) انظر : البصائر ٣ / ٣٤١، وعمدة الحفاظ : شكل.