المفردات في غريب القرآن، ص : ٤٦٨
[غافر / ١٦]، وقوله : يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى [طه / ٧]، ونحو ذلك ممّا نبّه على هذا النحو، والشَّهِيدُ : هو المحتضر، فتسميته بذلك لحضور الملائكة إيّاه إشارة إلى ما قال : تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا... الآية [فصلت / ٣٠]، قال : وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ [الحديد / ١٩]، أو لأنهم يَشْهَدُونَ في تلك الحالة ما أعدّ لهم من النّعيم، أو لأنهم تشهد أرواحهم عند اللّه كما قال : وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [آل عمران / ١٦٩ - ١٧٠]، وعلى هذا دلّ قوله :
وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ، وقوله : وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ
[البروج / ٣]، قيل : الْمَشْهُودُ يوم الجمعة «١»، وقيل : يوم عرفة، ويوم القيامة، وشَاهِدٌ : كلّ من شهده، وقوله :
يَوْمٌ مَشْهُودٌ
[هود / ١٠٣]، أي : مشاهد تنبيها أن لا بدّ من وقوعه، والتَّشَهُّدُ هو أن يقول :
أشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أنّ محمدا رسول اللّه، وصار في التّعارف اسما للتّحيّات المقروءة في الصّلاة، وللذّكر الذي يقرأ ذلك فيه.
شهر
الشَّهْرُ : مدّة مَشْهُورَةٌ بإهلال الهلال، أو باعتبار جزء من اثني عشر جزءا من دوران الشمس من نقطة إلى تلك النّقطة. قال تعالى :
شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة / ١٨٥]، فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ [البقرة / ١٨٥]، الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ
[البقرة / ١٩٧]، إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً
[التوبة / ٣٦]، فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ [التوبة / ٢]، والْمُشَاهَرَةُ :
المعاملة بالشّهور كالمسانهة والمياومة، وأَشْهَرْتُ بالمكان : أقمت به شهرا، وشُهِرَ فلان واشْتُهِرَ يقال في الخير والشّرّ.
شهق
الشَّهِيقُ : طول الزّفير، وهو ردّ النّفس، والزّفير : مدّه. قال تعالى : لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ
[هود / ١٠٦]، سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً [الفرقان / ١٢]، وقال تعالى :
سَمِعُوا لَها شَهِيقاً [الملك / ٧]، وأصله من جبل شَاهِقٍ. أي : متناهي الطّول.
شها
أصل الشَّهْوَةِ : نزوع النّفس إلى ما تريده، وذلك في الدّنيا ضربان : صادقة، وكاذبة، فالصّادقة : ما يختلّ البدن من دونه كشهوة الطّعام عند الجوع، والكاذبة : ما لا يختلّ من

_
(١) أخرج الترمذي والبيهقي وغيرهما عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم :«اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة». انظر : الدر المنثور ٨ / ٤٦٣، وعارضة الأحوذي ١٢ / ٢٣٧.


الصفحة التالية
Icon