المفردات في غريب القرآن، ص : ٥٠١
كتاب الضّاد
بسم اللّه الرحمن الرحيم، نستعين باللّه تعالى، وهو خير معين، الحمد للّه حق حمده، والصلاة على خير خلقه، ومظهر حقّه محمد وآله وصحبه «١».
ضبح
قال تعالى : وَالْعادِياتِ ضَبْحاً
[العاديات / ١]، قيل : الضَّبْحُ : صوتُ أنفاس الفرس تشبيها بالضِّبَاحِ، وهو صوت الثّعلب، وقيل : هو الخفيف العدو، وقد يقال ذلك للعدو، وقيل : الضَّبْحُ كالضّبع، وهو مدّ الضّبع في العدو، وقيل : أصله إحراق العود، شبّه عدوه به كتشبيهه بالنار في كثرة حركتها.
ضحك
الضَّحِكُ : انبساطُ الوجه وتكشّر الأسنان من سرور النّفس، ولظهور الأسنان عنده سمّيت مقدّمات الأسنان الضَّوَاحِكِ. واستعير الضَّحِكُ للسّخرية، فقيل : ضَحِكْتُ منه، ورجلٌ ضُحَكَةٌ :
يَضْحَكُ من النّاس، وضُحْكةٌ : لمن يُضْحَكُ منه «٢». قال تعالى : وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ
[المؤمنون / ١١٠]، إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ
[الزخرف / ٤٧]، تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ [النجم / ٥٩ - ٦٠]، ويستعمل في السّرور المجرّد نحو : مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ
[عبس / ٣٨ - ٣٩]، فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا
[التوبة / ٨٢]، فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً
[النمل / ١٩]، قال الشاعر :
٢٩١ -
يَضْحَكُ الضّبع لقتلى هذيل وترى الذّئب لها يستهلّ
«٣» واستعمل للتّعجّب المجرّد تارة، ومن هذا
(١) زيادة من نسخة المحمودية رقم ٢١٨.
(٢) قال الراجز :
إن ضحكت منك كثيرا فتية فأنت ضحكة وهم ضحكة
وتقدّم ذلك في مادة (برم) ص ١٢١.
(٣) البيت في اللسان (ضحك)، وهو لتأبّط شرا في ديوانه ص ٢٥٠.