المفردات في غريب القرآن، ص : ٥٠٦
التحفتهم الذّلّة التحاف الخيمة بمن ضُرِبَتْ عليه، وعلى هذا : وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ [آل عمران / ١١٢]، ومنه استعير : فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً
[الكهف / ١١]، وقوله : فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ
[الحديد / ١٣]، وضَرْبُ العودِ، والناي، والبوق يكون بالأنفاس، وضَرْبُ اللَّبِنِ بعضِهِ على بعض بالخلط، وضَرْبُ المَثلِ هو من ضَرْبِ الدّراهمِ، وهو ذكر شيء أثره يظهر في غيره. قال تعالى : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا [الزمر / ٢٩]، وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا
[الكهف / ٣٢]، ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ
[الروم / ٢٨]، وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ
[الروم / ٥٨]، وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا
[الزخرف / ٥٧]، ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا
[الزخرف / ٥٨]، وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا
[الكهف / ٤٥]، أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً
[الزخرف / ٥].
والمُضَارَبَةُ : ضَرْبٌ من الشَّرِكَةِ. والمُضَرَّبَةُ :
ما أُكْثِرَ ضربُهُ بالخياطة. والتَّضْرِيبُ : التّحريضُ، كأنه حثّ على الضَّرْبِ الذي هو بعد في الأرض، والاضْطِرَابُ : كثرةُ الذّهاب في الجهات من الضّرب في الأرض، واسْتِضَرابُ الناقةِ : استدعاء ضرب الفحل إيّاها.
ضرع
الضَّرْعُ : ضَرْعُ الناقةِ، والشاة، وغيرهما، وأَضْرَعَتِ الشاةُ : نزل اللّبن في ضَرْعِهَا لقرب نتاجها، وذلك نحو : أتمر، وألبن : إذا كثر تمره ولبنه، وشاةٌ ضَرِيعٌ : عظيمةُ الضَّرْعِ، وأما قوله :
لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ
[الغاشية / ٦]، فقيل : هو يَبِيسُ الشَّبْرَقِ «١»، وقيل : نباتٌ أحمرُ منتنُ الرّيحِ يرمي به البحر، وكيفما كان فإشارة إلى شيء منكر. وضَرَعَ إليهم : تناول ضَرْعَ أُمِّهِ، وقيل منه : ضَرَعَ الرّجلُ ضَرَاعَةً :
ضَعُفَ وذَلَّ، فهو ضَارِعٌ، وضَرِعٌ، وتَضَرّعَ :
أظهر الضَّرَاعَةَ. قال تعالى : تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً
[الأنعام / ٦٣]، لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ
[الأنعام / ٤٢]، لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ
[الأعراف / ٩٤]، أي : يَتَضَرَّعُونَ فأدغم، فَلَوْلا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا
[الأنعام / ٤٣]، والمُضَارَعَةُ أصلُها :
التّشارك في الضَّرَاعَةِ، ثمّ جرّد للمشاركة، ومنه استعار النّحويّون لفظَ الفعلِ المُضَارِعِ.
ضعف
الضَّعْفُ : خلافُ القوّة، وقد ضَعُفَ فهو
(١) الشّبرق بالكسر : شجر منبته نجد وتهامة، وثمرته شاكة، والقول الذي ذكره المؤلف هو لأبي عبيدة في المجاز ٢ / ٢٩٦.
وقالوا : إذا يبس الضريع فهو الشبرق. وقال الزجاج : الشبرق : جنس من الشوك، إذا كان رطبا فهو شبرق، فإذا يبس فهو الضريع. انظر : اللسان (شبرق).