المفردات في غريب القرآن، ص : ٥١٨
أطرافَ المرعى كالبعير، والطَّرِيفُ : ما يتناوله، ومنه قيل : مالٌ طَرِيفٌ، ورَجُلٌ طَرِيفٌ : لا يثبت على امرأة، والطِّرْفُ : الفرسُ الكريمُ، وهو الذي يُطْرَفُ من حسنه، فالطِّرْفُ في الأصل هو المَطْرُوفُ، أي : المنظور إليه، كالنّقض في معنى المنقوض، وبهذا النّظر قيل : هو قيد النّواظر «١»، فيما يحسن حتى يثبت عليه النّظر.
طرق
الطَّرِيقُ : السّبيل الذي يُطْرَقُ بالأَرْجُلِ، أي يضرب. قال تعالى : طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ
[طه / ٧٧]، وعنه استعير كلّ مسلك يسلكه الإنسان في فِعْلٍ، محمودا كان أو مذموما. قال :
وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى
[طه / ٦٣]، وقيل : طَرِيقَةٌ من النّخل، تشبيها بالطَّرِيقِ في الامتداد، والطَّرْقُ في الأصل : كالضَّرْبِ، إلا أنّه أخصّ، لأنّه ضَرْبُ تَوَقُّعٍ كَطَرْقِ الحديدِ بالمِطْرَقَةِ، ويُتَوَسَّعُ فيه تَوَسُّعَهُم في الضّرب، وعنه استعير : طَرْقُ الحَصَى للتَّكَهُّنِ، وطَرْقُ الدّوابِّ الماءَ بالأرجل حتى تكدّره، حتى سمّي الماء الدّنق طَرْقاً «٢»، وطَارَقْتُ النّعلَ، وطَرَقْتُهَا، وتشبيها بِطَرْقِ النّعلِ في الهيئة، قيل : طَارَقَ بين الدِّرْعَيْنِ، وطَرْقُ الخوافي «٣» : أن يركب بعضها بعضا، والطَّارِقُ : السالك للطَّرِيقِ، لكن خصّ في التّعارف بالآتي ليلا، فقيل : طَرَقَ أهلَهُ طُرُوقاً، وعبّر عن النّجم بالطَّارِقِ لاختصاص ظهوره باللّيل. قال تعالى : وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ
[الطارق / ١]، قال الشاعر :
٢٩٩ -
نحن بنات طَارِقٍ
«٤» وعن الحوادث التي تأتي ليلا بالطَّوَارِقِ، وطُرِقَ فلانٌ : قُصِدَ ليلًا. قال الشاعر :
٣٠٠ -
كأنّي أنا المَطْرُوقُ دونك بالّذي طُرِقْتَ به دوني وعيني تهمل
«٥» وباعتبار الضّرب قيل : طَرَقَ الفحلُ النّاقةَ، وأَطْرَقْتُهَا، واسْتَطْرَقْتُ فلاناً فحلًا، كقولك :
ضربها الفحل، وأضربتها، واستضربته فحلا.
ويقال للنّاقة : طَرُوقَةٌ، وكنّي بالطَّرُوقَةِ عن المرأة.
وأَطْرَقَ فلانٌ : أغضى، كأنه صار عينه طَارِقاً للأرض، أي : ضاربا له كالضّرب بالمِطْرَقَةِ،
(١) قيد النواظر أي : مقيّد النواظر. انظر عمدة الحفاظ. طرف.
(٢) قال ابن فارس : والطّرق : الماء الذي قد كدّرته الإبل. المجمل ٢ / ٥٩٥.
(٣) ريش الطائر، ويقابلها القوادم.
(٤) الرجز لهند بنت بياضة، وهو في اللسان (طرق)، والمجمل ٢ / ٥٩٥، والبصائر ٣ / ٥٠٤.
وقيل : لهند بنت عتبة.
(٥) البيت لأمية بن أبي الصلت، من أبيات أولها :
غذوتك مولودا وعلتك يافعا تعلّ بما أدني إليك وتنهل
وهو في الحماسة البصرية ٢ / ٣٠٦، وشرح الحماسة للتبريزي ٢ / ١٣٣، وتفسير القرطبي ١٠ / ٢٤٦.