المفردات في غريب القرآن، ص : ٥٢١
من دون اللّه، ويستعمل في الواحد والجمع. قال تعالى : فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ [البقرة / ٢٥٦]، وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ
[الزمر / ١٧]، أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ [البقرة / ٢٥٧]، يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ
[النساء / ٦٠]، فعبارة عن كلّ متعدّ، ولما تقدّم سمّي السّاحر، والكاهن، والمارد من الجنّ، والصارف عن طريق الخير طاغوتا، ووزنه فيما قيل : فعلوت، نحو : جبروت وملكوت، وقيل :
أصله : طَغَوُوتُ، ولكن قلب لام الفعل نحو صاعقة وصاقعة، ثم قلب الواو ألفا لتحرّكه وانفتاح ما قبله.
طف
الطَّفِيفُ : الشيءُ النَّزْرُ، ومنه : الطَّفَافَةُ : لما لا يعتدّ به، وطَفَّفَ الكيلَ : قلّل نصيب المكيل له في إيفائه واستيفائه. قال تعالى : وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ
[المطففين / ١].
طفق
يقال : طَفِقَ يفعل كذا، كقولك : أخذ يفعل كذا، ويستعمل في الإيجاب دون النّفي، لا يقال : ما طَفِقَ. قال تعالى : فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ
[ص / ٣٣]، وَطَفِقا يَخْصِفانِ [الأعراف / ٢٢].
طفل
الطِّفْلُ : الولدُ ما دام ناعما، وقد يقع على الجمع، قال تعالى : ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا
[غافر / ٦٧]، أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا
[النور / ٣١]، وقد يجمع على أَطْفَالٍ. قال :
وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ
[النور / ٥٩]، وباعتبار النّعومة قيل : امرأة طِفْلَةٌ، وقد طَفِلَتْ طُفُولَةً وطَفَالَةً، والمِطْفَلُ من الظبية : التي معها طِفْلُهَا، وطَفَلَتِ الشمسُ : إذا همَّت بالدَّوْرِ، ولمّا يستمكن الضَّحُّ من الأرضِ قال :
٣٠١ -
وعلى الأرض غياياتُ الطَّفَلِ
«١» وأما طَفَّلَ : إذا أتى طعاما لم يدع إليه، فقيل، إنما هو من : طَفَلَ النهارُ، وهو إتيانه في ذلك الوقت، وقيل : هو أن يفعل فِعْلَ طُفَيْلِ العرائسِ، وكان رجلا معروفا بحضور الدّعوات يسمّى طُفَيْلًا «٢».
(١) هذا عجز بيت، وشطره :
فتدلّيت عليه قافلا
وهو للبيد في ديوانه ص ١٤٥، واللسان (طفل).
والغيايات جمع غاية، وهي الظل.
(٢) طفيل العرائس : رجل من أهل الكوفة من بني عبد اللّه بن غطفان، كان يأتي الولائم دون أن يدعى إليها، وكان يقول : وددت لو أنّ الكوفة كلّها بركة مصهرجة فلا يخفى عليّ منها شيء. انظر : اللسان (طفل).