المفردات في غريب القرآن، ص : ٥٢٥
١٠٦]، وقال : فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ
[النساء / ١٠٣]، وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَاطْمَأَنُّوا بِها
[يونس / ٧]، واطْمَأَنَّ وتَطَامَنَ يتقاربان لفظا ومعنى.
طهر
يقال : طَهُرَتِ المرأةُ طُهْراً وطَهَارَةً، وطَهَرَتْ «١»، والفتح أقيس، لأنها خلاف طمثت، ولأنه يقال : طَاهِرَةٌ، وطَاهِرٌ، مثل : قائمة وقائم، وقاعدة وقاعد. والطَّهَارَةُ ضربان : طَهَارَةُ جسمٍ، وطَهَارَةُ نفسٍ، وحمل عليهما عامّة الآيات. يقال : طَهَّرْتُهُ فَطَهُرَ، وتَطَهَّرَ، وَاطَّهَّرَ فهو طَاهِرٌ ومُتَطَهِّرٌ. قال تعالى : وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا
[المائدة / ٦]، أي : استعملوا الماء، أو ما يقوم مقامه، قال : وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ
[البقرة / ٢٢٢]، فدلّ باللّفظين على أنه لا يجوز وطؤهنّ إلّا بعد الطَّهَارَةِ والتَّطْهِيرِ «٢»، ويؤكّد قراءة من قرأ :
حَتَّى يَطْهُرْنَ
«٣» أي : يفعلن الطَّهَارَةَ التي هي الغسل. قال تعالى : وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ
[البقرة / ٢٢٢]، أي : التاركين للذنب والعاملين للصّلاح، وقال : فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا
[التوبة / ١٠٨]، أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ
[الأعراف / ٨٢]، وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ
[التوبة / ١٠٨]، فإنه يعني تَطْهِيرَ النّفسِ، وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا
[آل عمران / ٥٥]، أي : مخرجك من جملتهم ومنزّهك أن تفعل فعلهم وعلى هذا :
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً
[الأحزاب / ٣٣]، وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ
[آل عمران / ٤٢]، ذلِكُمْ أَزْكى لَكُمْ وَأَطْهَرُ
[البقرة / ٢٣٢]، أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ
[الأحزاب / ٥٣]، لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ
[الواقعة / ٧٩]، أي : إنه لا يبلغ حقائق معرفته إلّا من طَهَّرَ نفسه وتنقّى من درن الفساد «٤». وقوله : إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ
[الأعراف / ٨٢]، فإنهم قالوا ذلك على سبيل التّهكّم حيث قال لهم : هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ [هود / ٧٨]، وقوله تعالى : لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ
[النساء / ٥٧، البقرة / ٢٥]، أي :
مُطَهَّرَاتٌ من درن الدّنيا وأنجاسها «٥»، وقيل : من الأخلاق السّيّئة بدلالة قوله : عُرُباً أَتْراباً [الواقعة / ٣٧]، وقوله في صفة القرآن :
مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ
[عبس / ١٤]، وقوله :

_
(١) الفعل مثلّث العين، يقال : طهر، وطهر، وطهر. انظر : الأفعال ٣ / ٢٧٣. [.....]
(٢) وهذا مذهب الشافعي. انظر : أحكام القرآن لإلكيا الهرّاسي ١ / ١٣٧.
(٣) وهي قراءة شعبة وحمزة والكسائي وخلف. انظر : الإتحاف ص ١٥٧.
(٤) راجع : روح المعاني ٢٧ / ١٥٤.
(٥) قال قتادة : طهرهنّ اللّه من كل بول وغائط، وقذر، ومآثم. الدر المنثور ١ / ٩٨.


الصفحة التالية
Icon