المفردات في غريب القرآن، ص : ٥٣٣
[الأعراف / ١٥٧]، وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ [الشرح / ٢]، أي : خفّفنا عنك العبادات الصّعبة التي في تركها الوزر، وعلى هذا الوجه : قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ
[البقرة / ٢٤٩]، وقد يعبّر بنفي الطَّاقَةِ عن نفي القدرة.
وقوله : وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ
[البقرة / ١٨٤]، ظاهره يقتضي أنّ المُطِيقَ له يلزمه فدية أفطر أو لم يفطر، لكن أجمعوا أنه لا يلزمه إلّا مع شرط آخر «١». وروي :
(و على الّذين يُطَوَّقُونَهُ) «٢» أي : يُحَمَّلُونَ أن يَتَطَوَّقُوا.
طول
الطُّولُ والقِصَرُ من الأسماء المتضايفة كما تقدّم، ويستعمل في الأعيان والأعراض كالزّمان وغيره قال تعالى : فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ
[الحديد / ١٦]، سَبْحاً طَوِيلًا
[المزمل / ٧]، ويقال : طَوِيلٌ وطُوَالٌ، وعريض وعُرَاضٌ، وللجمع : طِوَالٌ، وقيل : طِيَالٌ، وباعتبار الطُّولِ قيل للحبل المَرخيِّ على الدّابة : طِوَلٌ «٣»، وطَوِّلْ فرسَكَ، أي : أَرْخِ طِوَلَهُ، وقيل : طِوَالُ الدّهرِ لمدّته الطَّوِيلَةِ، وَتَطَاوَلَ فلانٌ : إذا أظهر الطُّولَ، أو الطَّوْلَ. قال تعالى : فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ
[القصص / ٤٥]، وَالطَّوْلُ خُصَّ به الفضلُ والمنُّ، قال : شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ
[غافر / ٣]، وقوله تعالى : اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ
[التوبة / ٨٦]، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا
[النساء / ٢٥]، كناية عمّا يصرف إلى المهر والنّفقة.
وطَالُوتُ اسمٌ عَلَمٌ وهو أعجميٌّ.
طين
الطِّينُ : التّراب والماء المختلط، وقد يسمّى بذلك وإن زال عنه قوّة الماء قال تعالى : مِنْ طِينٍ لازِبٍ
[الصافات / ١١]، يقال : طِنْتُ كذا، وطَيَّنْتُهُ. قال تعالى : خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [ص / ٧٦]، وقوله تعالى :
فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ
[القصص / ٣٨].
طوى
طَوَيْتُ الشيءَ طَيّاً، وذلك كَطَيِّ الدَّرَجِ وعلى ذلك قوله : يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِ
[الأنبياء / ١٠٤]، ومنه : طَوَيْتُ الفلاةَ، ويعبّر بِالطَّيِّ عن مُضِيِّ العمر. يقال : طَوَى اللّهُ عُمرَهُ،

_
(١) أخرج الشيخان عن سلمة بن الأكوع قال : لما نزلت هذه الآية : وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ من شاء منا صام، ومن شاء منا أن يفطر ويفتدي فعل ذلك حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ انظر : فتح الباري ٨ / ١٨١ كتاب التفسير، ومسلم رقم ١١٤٥.
(٢) وهي قراءة شاذة، قرأت بها عائشة وسعيد بن جبير وعكرمة. انظر : الدر المنثور ١ / ٤٣١.
(٣) انظر : أساس البلاغة ص ٢٨٧، والمجمل ٢ / ٥٩٠.


الصفحة التالية
Icon