المفردات في غريب القرآن، ص : ٥٥١
وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ
[الأنفال / ٦٠]، وقوله : أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً
[النساء / ١٨]، وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ [الفرقان / ١١]، وقوله : وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً
[يوسف / ٣١]، قيل : هو منه، وقوله : فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
[البقرة / ١٨٤]، أي : عدد ما قد فاته، وقوله : وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ
[البقرة / ١٨٥]، أي : عِدَّةَ الشّهر، وقوله : أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ
[البقرة / ١٨٤]، فإشارة إلى شهر رمضان. وقوله : وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ [البقرة / ٢٠٣]، فهي ثلاثة أيّام بعد النّحر، والمعلومات عشر ذي الحجّة. وعند بعض الفقهاء : المَعْدُودَاتُ يومُ النّحر ويومان بعده «١»، فعلى هذا يوم النّحر يكون من المَعْدُودَاتِ والمعلومات، والعِدَادُ : الوقت الذي يُعَدُّ لمعاودة الوجع، وقال عليه الصلاة والسلام :
«ما زالت أكلة خيبر تُعَادُّنِي» «٢» وعِدَّانُ الشيءِ : عهده وزمانه.
عدس
العَدَسُ : الحبّ المعروف. قال تعالى :
وَعَدَسِها وَبَصَلِها
[البقرة / ٦١]، والعَدَسَةُ :
بُثْرَةٌ على هيئته، وعَدَسْ : زجرٌ للبغل ونحوه، ومنه : عَدَسَ في الأرض «٣»، وهي عَدُوسٌ «٤».
عدل
العَدَالَةُ والمُعَادَلَةُ : لفظٌ يقتضي معنى المساواة، ويستعمل باعتبار المضايفة، والعَدْلُ والعِدْلُ يتقاربان، لكن العَدْلُ يستعمل فيما يدرك بالبصيرة كالأحكام، وعلى ذلك قوله : أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً
[المائدة / ٩٥]، والعِدُل والعَدِيلُ فيما يدرك بالحاسّة، كالموزونات والمعدودات والمكيلات، فالعَدْلُ هو التّقسيط على سواء، وعلى هذا روي :«بالعَدْلِ قامت السّموات والأرض» «٥» تنبيها أنه لو كان ركن من الأركان الأربعة في العالم زائدا على الآخر، أو ناقصا عنه

_
(١) وهذا قول علي بن أبي طالب، أخرجه عنه عبد بن حميد وابن أبي الدنيا وابن أبي حاتم. انظر : الدر المنثور ١ / ٥٦١.
(٢) شطر من حديث اليهودية التي سمّت النبي صلّى اللّه عليه وسلم، أخرجه أبو داود بلفظ :«ما زلت أجد من الأكلة التي أكلت بخيبر، فهذا أوان قطعت أبهري» في الديات : باب من سقى رجلا سمّا ٤ / ١٧٥.
وأخرجه الدارمي ١ / ٣٢، وذكره القاضي عياض في الشفاء ١ / ٣١٧، وقال السيوطي : الحديث ذكره ابن سعد، وهو في الصحيح من حديث عائشة. انظر : مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا ص ١٣٤.
(٣) يقال : عدس في الأرض : ذهب فيها. انظر : المجمل ٣ / ٦٥١.
(٤) يقال : امرأة عدوس السّرى : إذا كانت قويّة عليها.
(٥) أخرج أبو داود عن ابن عباس قال : افتتح رسول اللّه خيبر، واشترط أنّ له الأرض وكلّ صفراء وبيضاء، قال أهل خيبر : نحن أعلم بالأرض منكم فأعطناها على أنّ لكم نصف الثمرة، ولنا نصف، فزعم أنه أعطاهم على ذلك، فلما كان حين يصرم النخل بعث إليهم عبد اللّه بن رواحة، فحزر عليهم النخل - وهو الذي يسميه أهل المدينة الخرص - فقال : في ذه كذا وكذا، قالوا : أكثرت علينا يا ابن رواحة، فقال : فأنا، ألي حزر النخل وأعطيكم نصف الذي قلت. قالوا : هذا الحق، وبه تقوم السماء والأرض، قد رضينا أن نأخذه بالذي قلت. سنن أبي داود رقم (٣٤١٠) باب في المخابرة.


الصفحة التالية
Icon