المفردات في غريب القرآن، ص : ٥٥٦
العُذْرَةُ، فقيل : عَذَرْتُ الصّبيَّ : إذا طهّرته وأزلت عُذْرَتَهُ، وكذا عَذَرْتُ فلاناً : أزلت نجاسة ذنبه بالعفو عنه، كقولك : غفرت له، أي : سترت ذنبه، وسمّي جلدة البكارة عُذْرَةً تشبيها بِعُذْرَتِهَا التي هي القُلْفَةُ، فقيل : عَذَرْتُهَا، أي :
افْتَضَضْتُهَا، وقيل للعارض في حلق الصّبيّ عُذْرَةً، فقيل : عُذِرَ الصّبيُّ إذا أصابه ذلك، قال الشاعر :
٣١٣ -
غمز الطّبيب نغانغ المَعْذُورِ
«١» ويقال : اعْتَذَرَتِ المياهُ : انقطعت، واعْتَذَرَتِ المنازلُ : درست، على طريق التّشبيه بِالمُعْتَذِرِ الذي يندرس ذنبه لوضوح عُذْرِهِ، والعَاذِرَةُ قيل :
المستحاضة «٢»، والعَذَوَّرُ : السّيّئُ الخُلُقِ اعتبارا بِالعَذِرَةِ، أي : النّجاسة، وأصل العَذِرَةِ : فناءُ الدّارِ، وسمّي ما يلقى فيه باسمها.
عرَّ
قال تعالى : أَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ
[الحج / ٣٦]، وهو المعترض للسّؤال، يقال : عَرَّهُ يَعُرُّهُ، واعْتَرَرْتُ بك حاجتي، وَالعَرُّ والعُرُّ :
الجرب الذي يَعُرُّ البدنَ. أي : يعترضه «٣»، ومنه قيل للمضرّة : مَعَرَّةٌ، تشبيها بالعُرِّ الذي هو الجرب.
قال تعالى : فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ [الفتح / ٢٥]. والعِرَارُ : حكايةُ حفيفِ الرّيحِ، ومنه : العِرَارُ لصوت الظّليم حكاية لصوتها، وقد عَارَّ الظّليم، والعَرْعَرُ : شجرٌ سمّي به لحكاية صوت حفيفها، وعَرْعَار : لُعبةٌ لهم حكاية لصوتها.
عرب
العَرَبُ : وُلْدُ إسماعيلَ، والأَعْرَابُ جمعه في الأصل، وصار ذلك اسما لسكّان البادية.
قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا [الحجرات / ١٤]، الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً [التوبة / ٩٧]، وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [التوبة / ٩٩]، وقيل في جمع الأَعْرَابِ :
أَعَارِيبُ، قال الشاعر :
٣١٤ -
أَعَارِيبُ ذوو فخر بإفك وألسنة لطاف في المقال
«٤»

_
(١) هذا عجز بيت لجرير، وشطره :
غمز ابن مرّة يا فرزدق كينها
وهو في ديوان ص ٨٨٥، والمجمل ٣ / ٦٥٥، والأضداد ص ٣٢٢، وتهذيب اللغة ٢ / ٣١٠. النغانغ : لحمات عند اللهوات.
(٢) قال ابن فارس : ويقال : إنّ العاذرة : المرأة المستحاضة، وفيه نظر، كأنهم أقاموا الفاعل مقام المفعول، لأنها تعذر في ترك الوضوء والاغتسال. انظر : المجمل ٣ / ٦٥٦.
(٣) انظر : المجمل ٣ / ٦١٢.
(٤) البيت في شرح الحماسة للتبريزي ٤ / ٤٤ دون نسبة، وبعده :
رضوا بصفات ما عدموه جهلا وحسن القول من حسن الفعال
وشطره الأول في عمدة الحفاظ : عرب.


الصفحة التالية
Icon