المفردات في غريب القرآن، ص : ٥٦٨
٤٦]، والعِشَاءُ : من صلاة المغرب إلى العتمة، والعِشَاءَانِ : المغرب والعتمة «١»، والعَشَا : ظلمةٌ تعترض في العين، يقال : رجلٌ أَعْشَى، وامرأةٌ عَشْوَاءُ. وقيل : يخبط خبط عَشْوَاءَ «٢». وعَشَوْتُ النارَ : قصدتها ليلا، وسمّي النار التي تبدو بالليل عَشْوَةً وعُشْوَةً كالشُّعْلَةِ، عَشِيَ عن كذا نحو : عَمِيَ عنه. قال تعالى :
وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ
[الزخرف / ٣٦]. والعَوَاشِي : الإبلُ التي ترعى ليلا.
الواحدة عَاشِيَةٌ، ومنه قيل : العَاشِيَةُ تهيّج الآبية «٣»، والعَشَاءُ : طعامُ العِشَاءِ، وبالكسر صلاة العِشَاءِ، وقد عَشِيتُ وعَشَّيْتُهُ «٤»، وقيل : عَشِّ ولا تغترَّ»
عصب
العَصَبُ : أطنابُ المفاصلِ، ولحمٌ عَصِبٌ :
كثيرُ العَصَبِ، والمَعْصُوبُ : المشدودُ بالعَصَبِ المنزوع من الحيوان، ثمّ يقال لكلّ شدّ : عَصْبٌ، نحو قولهم : لَأُعَصِّبَنَّكُمْ عَصْبَ السَّلِمَةِ «٦»، وفلانٌ شديدُ العَصْبِ، ومَعْصُوبُ الخَلْقِ. أي : مُدْمَجُ الخِلْقَةِ، ويَوْمٌ عَصِيبٌ
[هود / ٧٧]، شديدٌ، يصحّ أن يكون بمعنى فاعل، وأن يكون بمعنى مفعول. أي : يوم مجموع الأطراف، كقولهم : يوم ككفّة حابل «٧»، وحلقة خاتم، والعُصْبَةُ : جماعةٌ مُتَعَصِّبَةٌ متعاضدة. قال تعالى : لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ
[القصص / ٧٦]، وَنَحْنُ عُصْبَةٌ
[يوسف / ١٤]، أي : مجتمعة الكلام متعاضدة، واعْصَوْصَبَ القومُ : صاروا عَصَباً، وعَصَبُوا به أمراً، وعَصَبَ الرّيقُ بفمه : يبس حتى صار كالعَصَبِ أو كالمَعْصُوبِ به. والعَصْبُ : ضربٌ من برود اليمن قد عُصِبَ به نقوشٌ، والعِصَابَةُ :
ما يُعْصَبُ به الرأسُ والعمامةُ، وقد اعْتَصَبَ فلانٌ نحو : تعمّم. والمَعْصُوبُ : الناقةُ التي لا تدرّ حتى تُعْصَبَ، والعَصِيبُ في بطن الحيوان لكونه
(١) انظر : جنى الجنتين ص ٧٩.
(٢) والعشواء : الناقة التي لا تبصر ما أمامها، فهي تخبط بيدها كلّ شيء. انظر : المجمل ٣ / ٦٦٨.
(٣) معناه : إذا رأت التي تأبى الرعي التي تتعشى هاجتها للرعي فرعت معها. انظر : اللسان (عشا)، ومجمع الأمثال ٢ / ٩، والأمثال ص ٣٩٤.
(٤) في المجمل ٣ / ٦٦٩ : تقول : عشوت فلانا وعشيته بمعنى واحد، إذا أطعمته عشاء.
(٥) المثل يضرب للاحتياط والأخذ بالثقة في الأمور. انظر : المجمل ٣ / ٦٦٩، ومجمع الأمثال ٢ / ١٦، والأمثال ٢١٢.
(٦) هذه العبارة من خطبة الحجاج بن يوسف الثقفي لمّا دخل البصرة، والخطبة كاملة في عيون الأخبار ٢ / ٢٤٤، والعقد الفريد ٤ / ١٨١. [.....]
(٧) وفي ذلك يقول الطّرمّاح :
كأنّ بلاد اللّه وهي عريضة على الخائف المذعور كفة حابل