المفردات في غريب القرآن، ص : ٥٧٥
والعافي : ما يردّه مستعير القدر من المرق في قدره.
عقب
العَقِبُ : مؤخّر الرّجل، وقيل : عَقْبٌ، وجمعه : أعقاب، وروي :«ويل للأعقاب من النّار» «١» واستعير العَقِبُ للولد وولد الولد. قال تعالى : وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ [الزخرف / ٢٨]، وعَقِبِ الشّهر، من قولهم :
جاء في عقب الشّهر، أي : آخره، وجاء في عَقِبِه : إذا بقيت منه بقيّة، ورجع على عَقِبِه : إذا انثنى راجعا، وانقلب على عقبيه، نحو رجع على حافرته «٢»، ونحو : فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً [الكهف / ٦٤]، وقولهم : رجع عوده على بدئه «٣»، قال : وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا [الأنعام / ٧١]، انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ [آل عمران / ١٤٤]، وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ [آل عمران / ١٤٤]، ونَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ [الأنفال / ٤٨]، فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ [المؤمنون / ٦٦]. وعَقَبَهُ : إذا تلاه عقبا، نحو دبره وقفاه، والعُقْبُ والعُقْبَى يختصّان بالثّواب نحو : خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً [الكهف / ٤٤]، وقال تعالى : أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ [الرعد / ٢٢]، والعاقِبةَ إطلاقها يختصّ بالثّواب نحو : وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [القصص / ٨٣]، وبالإضافة قد تستعمل في العقوبة نحو : ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا [الروم / ١٠]، وقوله تعالى : فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ [الحشر / ١٧]، يصحّ أن يكون ذلك استعارة من ضدّه، كقوله : فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ [آل عمران / ٢١]. والعُقُوبَةُ والمعاقبة والعِقَاب يختصّ بالعذاب، قال :
فَحَقَّ عِقابِ [ص / ١٤]، شَدِيدُ الْعِقابِ [الحشر / ٤]، وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ
[النحل / ١٢٦]، وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ [الحج / ٦٠].
والتَّعْقيبُ : أن يأتي بشيء بعد آخر، يقال : عَقَّبَ الفرسُ في عدوه. قال : لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ
[الرعد / ١١]، أي : ملائكة يتعاقبون عليه حافظين له. وقوله : لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ
[الرعد / ٤١]، أي : لا أحد يتعقّبه ويبحث عن فعله، من قولهم : عَقَّبَ الحاكم على حكم من قبله : إذا تتبّعه. قال الشاعر :
(١) الحديث عن عبد اللّه بن عمرو قال : تخلّف النبيّ عنّا في سفرة سافرناها، فأدركنا وقد أرهقنا العصر، فجعلنا نتوضأ ونمسح على أرجلنا، فنادى بأعلى صوته : ويل للأعقاب من النار. أخرجه البخاري في الوضوء باب غسل الرجلين ١ / ٢٦٥، ومسلم برقم (٢٤١).
(٢) ومثلها يقال : ارتدّ على أدباره، ونكس على رأسه، وارتكس في أمره. انظر : جواهر الألفاظ ص ٣٨٤.
(٣) ومثله يقال : عاد إلى أصله، واعتمد على جذله، وصار في معدنه، وتبوّأ ضواحي عطنه، وأوى إلى محكم أساسه.
انظر : جواهر الألفاظ ص ٢٢٢.