المفردات في غريب القرآن، ص : ٥٨٦
السّقم، وقد عَمَدَ «١» : توجّع من حزن أو غضب أو سقم، وعَمِدَ البعيرُ «٢» : توجّع من عقر ظهره.
عمر
العِمَارَةُ : نقيض الخراب : يقال : عَمَرَ أرضَهُ :
يَعْمُرُهَا عِمَارَةً. قال تعالى : وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ
[التوبة / ١٩]. يقال : عَمَّرْتُهُ فَعَمَرَ فهو مَعْمُورٌ. قال : وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها [الروم / ٩]، وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ [الطور / ٤]، وأَعْمَرْتُهُ الأرضَ واسْتَعْمَرْتُهُ : إذا فوّضت إليه العِمَارَةُ، قال : وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها
[هود / ٦١]. والْعَمْرُ والْعُمُرُ : اسم لمدّة عمارة البدن بالحياة، فهو دون البقاء، فإذا قيل : طال عُمُرُهُ، فمعناه : عِمَارَةُ بدنِهِ بروحه، وإذا قيل : بقاؤه فليس يقتضي ذلك، فإنّ البقاء ضدّ الفناء، ولفضل البقاء على العمر وصف اللّه به، وقلّما وصف بالعمر. والتَّعْمِيرُ : إعطاء العمر بالفعل، أو بالقول على سبيل الدّعاء. قال : أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ
[فاطر / ٣٧]، وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ
[فاطر / ١١]، وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ
[البقرة / ٩٦]، وقوله تعالى : وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ
[يس / ٦٨]، قال تعالى : فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ [القصص / ٤٥]، وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ [الشعراء / ١٨]. والعُمُرُ والْعَمْرُ واحد لكن خُصَّ القَسَمُ بِالْعَمْرِ دون العُمُرِ «٣»، نحو : لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ [الحجر / ٧٢]، وعمّرك اللّه، أي :
سألت اللّه عمرك، وخصّ هاهنا لفظ عمر لما قصد به قصد القسم، والِاعْتِمَارُ والْعُمْرَةُ : الزيارة التي فيها عِمَارَةُ الودّ، وجعل في الشّريعة للقصد المخصوص. وقوله : إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ
[التوبة / ١٨]، إمّا من العِمَارَةِ التي هي حفظ البناء، أو من العُمْرَةِ التي هي الزّيارة، أو من قولهم : عَمَرْتُ بمكان كذا، أي : أقمت به لأنه يقال : عَمَرْتُ المكانَ وعَمَرْتُ بالمكانِ، والعِمَارَةُ أخصّ من القبيلة، وهي اسم لجماعة بهم عِمَارَةُ المكانِ، قال الشاعر :
٣٣٣ -
لكلّ أناس من معدّ عمارة
«٤» والعَمارُ : ما يضعه الرّئيس على رأسه عِمَارَةً لرئاسته وحفظا له، ريحانا كان أو عمامة. وإذا

_
(١) يقال : عمد بفتح الميم وكسرها. قال السرقسطي : وعمد الإنسان : جهده المرض.
(٢) قال السرقسطي أيضا : عمد البعير عمدا : انكسر سنامه، فهو عمد. راجع : الأفعال ١ / ٢٢٤.
(٣) راجع : أعجب العجب ص ٣٨، والمخصص ٢ / ٦٤.
(٤) هذا شطر بيت، وعجزه :
عروض يلجئون إليها وجانب
وهو للأخنس بن شهاب التغلبي في اللسان (عمر)، وجمهرة اللغة ٢ / ٣٨٧، والمفضليات ص ٢٠٤.


الصفحة التالية
Icon