المفردات في غريب القرآن، ص : ٥٩١
[١٣]، مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ
[ص / ٣٣]، إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ
[غافر / ٧١]، وقوله تعالى : فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ
[الأنفال / ١٢]، أي : رؤوسهم. ومنه : رجل أَعْنَقُ : طويل العُنُقِ، وامرأة عَنْقَاءُ، وكلب أَعْنَقُ :
في عنقه بياض، وأَعْنَقْتُهُ كذا : جعلته في عنقه، ومنه استعير : اعْتَنَقَ الأمرَ، وقيل لأشراف القوم :
أَعْنَاقٌ. وعلى هذا قوله : فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ [الشعراء / ٤]. وتَعَنَّقَ الأرنب : رفع عنقه، والعَنَاقُ : الأنثى من المعز، وعَنْقَاءُ مغربٍ، قيل : هو طائر متوهّم لا وجود له في العالم «١».
عنا
وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ
[طه / ١١١]، أي : خضعت مستأسرة بعناء، يقال :
عَنَيْتُهُ بكذا، أي : أنصبته، وعَنِيَ : نصب واستأسر، ومنه العَانِي للأسير، وقال عليه الصلاة والسلام :«استوصوا بالنّساء خيرا فإنّهنّ عندكم عَوَانٍ» «٢» وعُنِيَ بحاجته فهو مَعْنِيٌّ بها، وقيل : عُنِيَ فهو عَانٍ، وقرئ : لكلّ امرئ منهم يومئذ شأن يُعْنِيهِ «٣» والعَنِيَّةُ : شيء يطلى به البعير الأجرب وفي الأمثال : عَنِيَّةٌ تشفي الجرب «٤». والمَعْنَى : إظهار ما تضمّنه اللّفظ، من قولهم : عَنَتِ الأرض بالنّبات : أنبتته حسنا، وعَنَتِ القربة : أظهرت ماءها، ومنه : عِنْوَانُ الكتابِ في قول من يجعله من : عُنِيَ «٥».
والمَعْنَى يقارن التّفسير وإن كان بينهما فرق «٦».
عهد
العَهْدُ : حفظ الشيء ومراعاته حالا بعد حال، وسمّي الموثق الذي يلزم مراعاته عَهْداً.
قال : وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا
[الإسراء / ٣٤]، أي : أوفوا بحفظ الأيمان، قال : لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ
[البقرة / ١٢٤]، أي : لا أجعل عهدي لمن كان ظالما، قال : وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ
[التوبة / ١١١]. وعَهِدَ فلان إلى فلان يَعْهَدُ «٧»، أي : ألقى إليه العهد وأوصاه بحفظه، قال : وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ
[طه / ١١٥]، أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ
[يس / ٦٠]، الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا
(١) راجع : حياة الحيوان ٢ / ٨٦. [.....]
(٢) شطر حديث أخرجه ابن ماجة في كتاب النكاح، باب : حق المرأة على الزوج برقم (١٨٥١)، انظر : سنن ابن ماجة ١ / ٥٩٤.
(٣) سورة عبس آية ٣٧، وهي قراءة شاذة، ومعناها : يأسره ويذله.
(٤) المثل يضرب للرجل يستشفى برأيه وعقله. انظر : مجمع الأمثال ١ / ١٨، والمجمل ٣ / ٦٣٠.
(٥) قال السرقسطي : وعنوت الكتاب عنوا، وعنيته عينا : كتبت عنوانه وعنيانه. انظر : الأفعال ١ / ٣١٥.
(٦) الفرق : أنّ التفسير هو الكشف والإيضاح، والمعنى يطلق على مدلول الألفاظ، وبه يقال اللفظ، وقد يراد به التقدير، كقوله تعالى : وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ والمعنى : أهل القرية. انظر عمدة الحفاظ : عنا.
(٧) انظر : الأفعال ١ / ٣٠٦.