المفردات في غريب القرآن، ص : ٥٩٧
عوق
العَائِقُ : الصارف عمّا يراد من خير، ومنه :
عَوَائِقُ الدّهر، يقال : عَاقَهُ وعَوَّقَهُ واعْتَاقَهُ. قال تعالى : قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ
[الأحزاب / ١٨]، أي : المثبّطين الصّارفين عن طريق الخير، ورجل عَوْقٌ وعَوْقَةٌ : يَعُوقُ النّاسَ عن الخير، ويَعُوقُ : اسم صنم.
عول
عَالَهُ وغاله يتقاربان. العَوْلُ يقال فيما يهلك، والعَوْلُ فيما يثقل، يقال : ما عَالَكَ فهو عَائِلٌ لي «١»، ومنه : الْعَوْلُ، وهو ترك النّصفة بأخذ الزيادة. قال تعالى : ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا
[النساء / ٣]، ومنه : عَالَتِ الفريضة : إذا زادت في القسمة المسمّاة لأصحابها بالنّصّ، والتَّعْوِيلُ : الاعتماد على الغير فيما يثقل، ومنه :
العَوْلُ وهو ما يثقل من المصيبة، فيقال : ويله وعَوْلَهُ «٢»، ومنه : العِيَالُ، الواحد عَيِّلٌ لما فيه من الثّقل، وعَالَهُ : تحمّل ثقل مؤنته، ومنه قوله عليه السلام :«ابدأ بنفسك ثمّ بمن تَعُولُ» «٣» وأَعَالَ :
إذا كثر عِيَالُهُ «٤».
عيل
قال تعالى : وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً
[التوبة / ٢٨]، أي : فقرأ. يقال : عَالَ الرّجل : إذا افتقر يَعِيلُ عَيْلَةً فهو عَائِلٌ «٥»، وأما أَعَالَ : إذا كثر عِيَالُهُ فمن بنات الواو، وقوله : وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى
«٦» أي : أزال عنك فقر النّفس وجعل لك الغنى الأكبر المعنيّ بقوله عليه السلام :
«الغنى غنى النّفس» «٧». وقيل :«ما عَالَ مقتصد» «٨»، وقيل : ووجدك فقيرا إلى رحمة اللّه وعفوه، فأغناك بمغفرته لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر.
(١) انظر : المجمل ٣ / ٦٣٩.
(٢) قال الأزهري : وأمّا قولهم : ويله وعوله، فإنّ العول البكاء، وقال أبو طالب : النصب فيهما على الدعاء والذم.
انظر : اللسان (عول)، (بتصرف).
(٣) أخرجه بهذه الرواية الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ١ / ٦٥.
وعن حكيم بن حزام عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال :«اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول» أخرجه البخاري والنسائي. انظر : فتح الباري ٣ / ٢٩٤ : الزكاة : باب : لا صدقة إلا عن ظهر غنى، والنسائي ٥ / ٦١ - ٦٢.
(٤) وهذا قال به الشافعي، ونقله الكسائي عن العرب الفصحاء. انظر : تهذيب اللغة (عول)، وغريب الحديث للخطابي ٢ / ١٣٨.
(٥) انظر : الأفعال ١ / ٢٤٤.
(٦) سورة الضحى : آية ٨.
(٧) الحديث سيأتي ثانية في مادة (غنى)، وانظر الكلام عليه فيها.
(٨) الحديث عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم :«ما عال مقتصد قط» أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله وثّقوا، وفي بعضهم خلاف. انظر : مجمع الزوائد ١٠ / ٢٥٥. وقد تقدّم ص ٥٩١.