المفردات في غريب القرآن، ص : ٦١٤
وغُمَّةٌ. أي : كرب وكربة، والغَمَامَةُ : خرقة تشدّ على أنف النّاقة وعينها، وناصية غَمَّاءُ : تستر الوجه.
غمر
أصل الغَمْرِ : إزالة أثر الشيء، ومنه قيل للماء الكثير الذي يزيل أثر سيله، غَمْرٌ وغَامِرٌ، قال الشاعر :
٣٤٢ -
والماء غَامِرُ جدّادها
«١».
وبه شبّه الرّجل السّخيّ، والفرس الشّديد العدو، فقيل لهما : غَمْرٌ كما شبّها بالبحر، والغَمْرَةُ : معظم الماء الساترة لمقرّها، وجعل مثلا للجهالة التي تَغْمُرُ صاحبها، وإلى نحوه أشار بقوله : فَأَغْشَيْناهُمْ [يس / ٩]، ونحو ذلك من الألفاظ قال : فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ [المؤمنون / ٥٤]، الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ [الذاريات / ١١]، وقيل للشَّدائِد :
غَمَرَاتٌ. قال تعالى : فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ [الأنعام / ٩٣]، ورجل غَمْرٌ، وجمعه : أَغْمَارٌ.
والغِمْرُ : الحقد المكنون «٢»، وجمعه غُمُورٌ والْغَمَرُ : ما يَغْمَرُ من رائحة الدّسم سائر الرّوائح، وغَمِرَتْ يده، وغَمِرَ عِرْضُهُ : دنس، ودخل في غُمَارِ الناس وخمارهم، أي : الذين يَغْمُرُونَ.
والْغُمْرَةُ : ما يطلى به من الزّعفران، وقد تَغَمَّرْتُ بالطّيب، وباعتبار الماء قيل للقدح الذي يتناول به الماء : غُمَرٌ، ومنه اشتقّ : تَغَمَّرْتُ : إذا شربت ماء قليلا، وقولهم : فلان مُغَامِرٌ : إذا رمى بنفسه في الحرب، إمّا لتوغّله وخوضه فيه كقولهم يخوض الحرب، وإمّا لتصوّر الغَمَارَةِ منه، فيكون وصفه بذلك كوصفه بالهوج «٣» ونحوه.
غمز
أصل الغَمْزِ : الإشارة بالجفن أو اليد طلبا إلى ما فيه معاب، ومنه قيل : ما في فلان غَمِيزَةٌ «٤»، أي : نقيصة يشار بها إليه، وجمعها : غَمَائِزُ. قال تعالى : وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ
(١) هذا عجز بيت للأعشى، وشطره :
[أضاء مظلّته بالسراج ]
من قصيدة له يمدح بها سلامة بن يزيد الحميري، ومطلعها :
أجدّك لم تغتمض ليلة فترقدها مع رقّادها
وهو في ديوانه ص ٥٩، والمحكم ٧ / ١٣٨.
(٢) قال الراجز في نظم مثلث قطرب :
الغمر ماء غزرا والغمر حقد سترا
والغمر ذو جهل سرى فيه ولم يجرّب
(٣) قال ابن منظور : والمغامر الذي رمى بنفسه في الأمور المهلكة، وقيل : هو من الغمر، وهو الحقد. اللسان (غمر).
والهوج : الحمق، والأهوج : الذي يرمي بنفسه في الحرب، على التشبيه بذلك. اللسان (هوج).
(٤) انظر : أساس البلاغة (غمز)، وعمدة الحفاظ : غمز.