المفردات في غريب القرآن، ص : ٦١٨
٣٤٤ -
سمعت النّاس ينتجعون غيثا فقلت لصيدح انتجعي بلالا
«١»
غور
الغَوْرُ : المُنْهَبِطُ من الأرض، يقال : غَارَ الرجل، وأَغَارَ، وغَارَتْ عينه غَوْراً وغُئُوراً «٢»، وقوله تعالى : ماؤُكُمْ غَوْراً [الملك / ٣٠]، أي : غَائِراً. وقال : أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً [الكهف / ٤١]. والغارُ في الجبل. قال : إِذْ هُما فِي الْغارِ [التوبة / ٤٠]، وكنّي عن الفرج والبطن بِالْغَارَيْنِ «٣»، والْمَغَارُ من المكان كالغور، قال : لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلًا
[التوبة / ٥٧]، وغَارَتِ الشّمس غِيَاراً، قال الشاعر :
٣٤٥ -
هل الدّهر إلّا ليلة ونهارها وإلّا طلوع الشّمس ثمّ غيارها
«٤» وغَوَّرَ : نزل غورا، وأَغَارَ على العدوّ إِغَارَةً وغَارَةً. قال تعالى : فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً
[العاديات / ٣]، عبارة عن الخيل.
غير
غَيْرٌ يقال على أوجه :
الأوّل : أن تكون للنّفي المجرّد من غير إثبات معنى به، نحو : مررت برجل غير قائم. أي : لا قائم، قال : وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ [القصص / ٥٠]، وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ [الزخرف / ١٨].
الثاني : بمعنى (إلّا) فيستثنى به، وتوصف به النّكرة، نحو : مررت بقوم غير زيد. أي : إلّا زيدا، وقال : ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي [القصص / ٣٨]، وقال : ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ [الأعراف / ٥٩]، هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ [فاطر / ٣].
الثالث : لنفي صورة من غير مادّتها. نحو :
الماء إذا كان حارّا غيره إذا كان باردا، وقوله :
كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها [النساء / ٥٦].
الرابع : أن يكون ذلك متناولا لذات نحو :
الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ [الأنعام / ٩٣]، أي :
الباطل، وقوله : وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ [القصص / ٣٩]،
(١) البيت لذي الرمة من قصيدة يمدح بها بلال بن أبي بردة، ومطلعها :
أراح فريق جيرتك الجمالا كأنهم يريدون احتمالا
وهو في ديوانه ص ٥٢٨.
(٢) قال أبو عثمان : غار الماء غورا : فاض، وغار النهار : اشتد، وغارت الشمس والقمر والنجوم غيارا : غابت، وغارت العين تغور غئورا، وغار الرجل على أهله يغار غيرة وغارا. انظر : الأفعال ٢ / ٢٢.
(٣) انظر : جنى الجنتين ص ٨٢.
(٤) البيت لأبي ذؤيب الهذلي، وهو في ديوان الهذليين ١ / ٢١، والعضديات ص ٢٤.