المفردات في غريب القرآن، ص : ٦٣
تشريفاً له. ورجل أَثِرٌ : يستأثر على أصحابه.
وحكى اللحياني «١» : خذه آثراً ما، وإثراً ما، وأثر ذي أثير «٢».
أثل
قال تعالى : ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ [سبأ / ١٦].
أَثْل : شجر ثابت الأصل، وشجر متأثّل :
ثابت ثبوته، وتأثّل كذا : ثبت ثبوته.
وقوله صلّى اللّه عليه وسلم في الوصيّ :«غير متأثّل مالًا» «٣» أي : غير مقتنٍ له ومدّخر، فاستعار التأثّل له، وعنه استعير : نحتّ أثلته : إذا اغتبته «٤».
إثم
الإثم والأثام : اسم للأفعال المبطئة عن الثواب «٥»، وجمعه آثام، ولتضمنه لمعنى البطء قال الشاعر :
٦ -
جماليّةٍ تغتلي بالرّادف
إذا كذّب الآثمات الهجير «٦» وقوله تعالى : فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ [البقرة / ٢١٩] أي : في تناولهما إبطاء عن الخيرات.
وقد أَثِمَ إثماً وأثاماً فهو آثِمٌ وأَثِمٌ وأَثِيمٌ. وتأثَّم :
خرج من إثمه، كقولهم : تحوّب وتحرّج : خرج من حوبه وحرجه، أي : ضيقه.
وتسمية الكذب إثماً لكون الكذب من جملة الإثم، وذلك كتسمية الإنسان حيواناً لكونه من جملته.
وقوله تعالى : أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ [البقرة / ٢٠٦] أي : حملته عزته على فعل ما يؤثمه، وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً
[الفرقان / ٦٨] أي : عذاباً، فسمّاه أثاماً لما كان منه، وذلك كتسمية النبات والشحم ندىً لما كانا منه في قول الشاعر :
٧ -
تعلّى الندى في متنه وتحدّرا
«٧» وقيل : معنى :«يلق أثاماً» أي : يحمله ذلك
(١) علي بن حازم، راجع أخباره في إنباه الرواة ٢ / ٢٥٥. وذكر هذا أيضا كراع في المنتخب ٢ / ٥٣٦.
(٢) المبرّد في قولهم : خذ هذا آثراً ما، قال : كأنه يريد أن يأخذ منه واحداً وهو يسام على آخر، فيقول : خذ هذا الواحد آثراً، أي : قد آثرتك به، و«ما» فيه حشو. راجع لسان العرب (أثر).
(٣) الحديث أخرجه البخاري في الشروط ٥ / ٢٦٣ والوصايا، ومسلم في الوصية رقم (١٦٣٢)، وراجع شرح السنة ٢ / ٢٨٨، ٣٠٥، وأخرجه النسائي بلفظ :«كل من مال يتيمك غير مسرفٍ ولا مباذر ولا متأثل» ٦ / ٢٥٦. [.....]
(٤) قال ابن فارس : ونحت فلان أثلته، مثل، وذلك إذا قال في عرضه قبيحاً. انظر : مجمل اللغة ١ / ٨٧، وجمهرة الأمثال ٢ / ٣٠٩.
(٥) يقال : أثمت الناقة المشي تأثمه إثماً : أبطأت. انظر : اللسان (أثم).
(٦) البيت للأعشى في ديوانه ص ٨٧، واللسان (أثم). وعجزه في المجمل ١ / ٨٧.
(٧) هذا عجز بيت لعمرو بن أحمر، وشطره :
[كثور العداب الفرد يضربه الندى ]
وهو في ديوانه ص ٨٤، واللسان (ندى).