المفردات في غريب القرآن، ص : ٦٤٦
فند
التَّفْنِيدُ : نسبة الإنسان إلى الْفَنَدِ، وهو ضعف الرّأي. قال تعالى : لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ
[يوسف / ٩٤]، قيل : أن تلوموني «١»، وحقيقته ما ذكرت، والْإِفْنَادُ : أن يظهر من الإنسان ذلك، والْفَنَدُ : شمراخ الجبل، وبه سمّي الرّجل فَنَداً.
فهم
الْفَهْمُ : هيئة للإنسان بها يتحقّق معاني ما يحسن، يقال : فَهِمْتُ كذا، وقوله : فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ
[الأنبياء / ٧٩]، وذلك إمّا بأن جعل اللّه له من فضل قوّة الفهم ما أدرك به ذلك، وإمّا بأن ألقى ذلك في روعه، أو بأن أوحى إليه وخصّه به، وأَفْهَمْتُهُ :
إذا قلت له حتى تصوّره، والِاسْتِفْهَامُ : أن يطلب من غيره أن يُفَهِّمَهُ.
فوت
الْفَوْتُ : بُعْدُ الشيء عن الإنسان بحيث يتعذّر إدراكه، قال : وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ
[الممتحنة / ١١]، وقال : لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ [الحديد / ٢٣]، وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ
[سبأ / ٥١]، أي : لا يَفُوتُونَ ما فزعوا منه، ويقال : هو منّي فَوْتَ الرّمح «٢»، أي : حيث لا يدركه الرّمح، وجعل اللّه رزقه فَوْتَ فمه. أي :
حيث يراه ولا يصل إليه فمه، والِافْتِيَاتُ : افتعال منه، وهو أن يفعل الإنسان الشيء من دون ائتمار من حقّه أن يؤتمر فيه، والتَّفَاوُتُ : الاختلاف في الأوصاف، كأنه يُفَوِّتُ وصف أحدهما الآخر، أو وصف كلّ واحد منهما الآخر. قال تعالى : ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ
[الملك / ٣]، أي : ليس فيها ما يخرج عن مقتضى الحكمة.
فوج
الفَوْجُ : الجماعة المارّة المسرعة، وجمعه أَفْوَاجٌ. قال تعالى : كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ
[الملك / ٨]، هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ
[ص / ٥٩]، فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً
[النصر / ٢].
فأد
الْفُؤَادُ كالقلب لكن يقال له : فُؤَادٌ إذا اعتبر فيه معنى التَّفَؤُّدِ، أي : التّوقّد، يقال : فَأَدْتُ اللّحمَ : شَوَيْتُهُ، ولحم فَئِيدٌ : مشويٌّ. قال تعالى : ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى [النجم / ١١]، إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ [الإسراء / ٣٦]، وجمع الفؤاد : أَفْئِدَةٌ.
قال : فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ [إبراهيم / ٣٧]، وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ
[الملك / ٢٣]، وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ [إبراهيم / ٤٣]، نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ [الهمزة / ٦ - ٧]. وتخصيص الأفئدة تنبيه على فرط تأثير له «٣»، وما بعد هذا الكتاب من الكتب
(١) مجاز القرآن ١ / ٣١٨.
(٢) انظر : المجمل ٣ / ٧٠٧.
(٣) قال البرهان البقاعي : وخصّ بالذكر لأنه ألطف ما في البدن، وأشده تألما بأدنى شيء من الأذى، ولأنه منشأ العقائد الفاسدة، ومعدن حبّ المال الذي هو منشأ الفساد والضلال، وعنه تصدر الأفعال القبيحة. انظر : نظم الدرر ٢٢ / ٢٤٨.