المفردات في غريب القرآن، ص : ٦٦٤
وفي النّسبة نحو : وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى
[النساء / ٨]، وقال : الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ
[النساء / ٧]، وقال : وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى [فاطر / ١٨]، وَلِذِي الْقُرْبى [الأنفال / ٤١]، وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى [النساء / ٣٦]، يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ
[البلد / ١٥].
وفي الحظوة : لَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ
[النساء / ١٧٢]، وقال في عيسى : وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ [آل عمران / ٤٥]، عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ [المطففين / ٢٨]، فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ [الواقعة / ٨٨]، قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ [الأعراف / ١١٤]، وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا
[مريم / ٥٢]. ويقال للحظوة : القُرْبَةُ، كقوله : قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ
[التوبة / ٩٩]، تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى
[سبأ / ٣٧].
وفي الرّعاية نحو : إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
[الأعراف / ٥٦]، وقوله :
فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ [البقرة / ١٨٦].
وفي القدرة نحو : وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ
[ق / ١٦]. قوله وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ [الواقعة / ٨٥]، يحتمل أن يكون من حيث القدرة. والقُرْبَانُ : ما يُتَقَرَّبُ به إلى اللّه، وصار في التّعارف اسما للنّسيكة التي هي الذّبيحة، وجمعه : قَرَابِينُ. قال تعالى : إِذْ قَرَّبا قُرْباناً [المائدة / ٢٧]، حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ [آل عمران / ١٨٣]، وقوله : قُرْباناً آلِهَةً [الأحقاف / ٢٨]، فمن قولهم : قُرْبَانُ الملك : لِمَن يَتَقَرَّبُ بخدمته إلى الملك، ويستعمل ذلك للواحد والجمع، ولكونه في هذا الموضع جمعا قال :
(آلهة)، والتَّقَرُّبُ : التّحدّي بما يقتضي حظوة، وقُرْبُ اللّه تعالى من العبد : هو بالإفضال عليه والفيض لا بالمكان، ولهذا روي «أنّ موسى عليه السلام قال : إلهي أقريب أنت فأناجيك؟ أم بعيد فأناديك؟ فقال : لو قدّرت لك البعد لما انتهيت إليه، ولو قدّرت لك القرب لما اقتدرت عليه» «١». وقال : وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [ق / ١٦]، وقُرْبُ العبد من اللّه في الحقيقة : التّخصّص بكثير من الصّفات التي يصحّ أن يوصف اللّه تعالى بها وإن لم يكن وصف الإنسان بها على الحدّ الذي يوصف تعالى به نحو : الحكمة والعلم والحلم والرّحمة
(١) الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف ١ / ١٠٨ وأحمد في الزهد عن كعب قال : قال موسى : أي رب، أقريب أنت فأناجيك، أم بعيد فأناديك؟ قال : يا موسى أنا جليس من ذكرني. قال : يا رب فإنا نكون من الحال على حال نعظمك أو نجلّك أن نذكرك عليها. قال : وما هي؟ قال : الجنابة والغائط. قال : يا موسى اذكرني على كل حال.
انظر : الزهد لأحمد ص ٨٦، والدر المنثور ١ / ٤٧٠.