المفردات في غريب القرآن، ص : ٦٧٤
٢٠]، وقوله : إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى [الإسراء / ١] يعني : بيت المقدس، فسمّاه الْأَقْصَى اعتبارا بمكان المخاطبين به من النبيّ وأصحابه، وقال : إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى
[الأنفال / ٤٢]. وقَصَوْتُ البعير : قطعت أذنه، وناقة قَصْوَاءُ، وحكوا أنه يقال : بعير أَقْصَى، والْقَصِيَّةُ من الإبلِ : البعيدةُ عن الاستعمال.
قض
قَضَضْتُهُ فَانْقَضَّ، وانْقَضَّ الحائط : وقع. قال تعالى : يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ [الكهف / ٧٧] وأَقَضَّ عليه مضجعه : صار فيه قَضَضٌ، أي : حجارة صغار.
قضب
قال اللّه تعالى : فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً
[عبس / ٢٧ - ٢٨] أي : رطبة، والْمَقَاضِبُ : الأرض التي تنبتها، والْقَضِيبُ نحو الْقَضْبِ، لكن الْقَضِيبُ يستعمل في فروع الشّجر، والقَضْبُ يستعمل في البقل، والقضب : قطع القضب والقضيب. وروي «أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وسلم كان إذا رأى في ثوب تصليبا قَضَبَهُ» «١» وسيف قَاضِبٌ وقَضِيبٌ، أي : قاطع، فَالْقَضِيبُ هاهنا بمعنى الفاعل، وفي الأوّل بمعنى المفعول، وكذا قولهم : ناقة قَضِيبٌ : مُقْتَضَبَةٌ من بين الإبل ولمّا ترض، ويقال لكلّ ما لم يهذّب : مُقْتَضَبٌ، ومنه : اقْتَضَبَ حديثا : إذا أورده قبل أن راضه وهذّبه في نفسه.
قضى
الْقَضَاءُ : فصل الأمر قولا كان ذلك أو فعلا، وكلّ واحد منهما على وجهين : إلهيّ، وبشريّ. فمن القول الإلهيّ قوله تعالى :
وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ
[الإسراء / ٢٣] أي : أمر بذلك، وقال : وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ
[الإسراء / ٤] فهذا قَضَاءٌ بالإعلام والفصل في الحكم، أي : أعلمناهم وأوحينا إليهم وحيا جزما، وعلى هذا : وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ [الحجر / ٦٦]، ومن الفعل الإلهيّ قوله : وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْ ءٍ
[غافر / ٢٠]، وقوله : فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ [فصلت / ١٢] إشارة إلى إيجاده الإبداعيّ والفراغ منه نحو :
(١) الحديث أخرجه أبو عبيد، وقال : في حديثه عليه السلام في الثوب المصلّب أنّه كان إذا رآه في ثوب قضبه.
انظر : غريب الحديث ١ / ٣٢، والفائق ٢ / ٣٥٦.
والحديث في البخاري عن عائشة أن النبي لم يكن يترك في بيته شيئا فيه تصاليب إلا نقضه.
قال ابن حجر : وفي رواية أبان :«إلا قضبه» وكذا عند ابن أبي شيبة. راجع : فتح الباري، باب : نقض الصور ١٠ / ٣٨٥. قلت : وكذا عند الطبراني في الأوسط ٣ / ٢٢٧.