المفردات في غريب القرآن، ص : ٧٢١
للحرص، ومنه يقال : هو أحرص من كلب»
، ورجل كِلبٌ : شديد الحرص، وكَلْبٌ كَلِبٌ.
أي : مجنون يَكْلَبُ بلحوم الناس فيأخذه شبه جنون، ومن عقره كُلِبَ. أي : يأخذه داء، فيقال : رجل كَلِبٌ، وقوم كَلْبَى. قال الشاعر :
٣٩٥ -
دماؤهم من الكلب الشّفاء
«٢» وقد يصيب الكَلِبُ البعيرَ : ويقال : أَكْلَبَ الرّجلُ : أصاب إبله ذلك، وكَلِبَ الشّتاءُ : اشتدّ برده وحدّته تشبيها بِالْكَلْبِ الْكَلِبِ، ودهر كَلِبٌ، ويقال : أرض كَلِبَةٌ : إذا لم ترو فتيبس تشبيها بالرّجل الكلب، لأنه لا يشرب فييبس. والكَلَّابُ وَالمُكَلِّبُ : الذي يعلّم الكلب. قال تعالى :
وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَ
[المائدة / ٤]. وأرض مَكْلَبَةٌ : كثيرة الكلاب، والْكَلْبُ : المسمار في قائم السّيف، والْكَلْبَةُ :
سير يدخل تحت السّير الذي تشدّ به المزادة فيخرز به، وذلك لتصوّره بصورة الكلب في الاصطياد به، وقد كَلَبْتُ الأديم : خرزته، بذلك، قال الشاعر :
٣٩٦ -
سير صناع في أديم تَكْلُبُهُ
«٣» والْكَلْبُ : نجم في السّماء مشبّه بالكلب لكونه تابعا لنجم يقال له : الرّاعي، والْكَلْبَتَانِ : آلة مع الحدّادين سمّيا بذلك تشبيها بكلبين في اصطيادهما، وثنّي اللّفظ لكونهما اثنين، والكَلُّوبُ : شيء يمسك به، وكَلَالِيبُ البازي :
مخالبه. اشتقّ من الكلب لإمساكه ما يعلق عليه إمساك الكلب.
كلف
الْكَلَفُ : الإيلاع بالشيء. يقال : كَلِفَ فلان بكذا، وأَكْلَفْتُهُ به : جعلته كَلِفاً، والْكَلَفُ في الوجه سمّي لتصوّر كُلْفَةٍ به، وتَكَلُّفُ الشيءِ : ما يفعله الإنسان بإظهار كَلَفٍ مع مشقّة تناله في تعاطيه، وصارت الْكُلْفَةُ في التّعارف اسما للمشقّة، والتَّكَلُّفُ : اسم لما يفعل بمشقّة، أو تصنّع، أو تشبّع، ولذلك صار التَّكَلُّفُ على ضربين :
محمود : وهو ما يتحرّاه الإنسان ليتوصّل به إلى

_
(١) انظر : الذريعة إلى مكارم الشريعة ص ٢٩، والحيوان ١ / ٢٢٦ و٢٧١، والمستقصى ١ / ٦٤.
(٢) هذا عجز بيت، وصدره :
بناة مكارم وأساة كلم
وقبله :
هم حلّوا من الشرف المعلّى ومن حسب العشيرة حيث شاءوا
وهو للقاسم بن حنبل المري في شرح الحماسة ٤ / ٩٦، والمعاني الكبير ١ / ٢٤٣، والحيوان ٢ / ٥.
(٣) هذا عجز بيت، وشطره :
كأنّ غرّ متنه إذ نجبته
وهو لدكين الراجز، في اللسان (كلب)، والمجمل ٣ / ٧٦٩، والاشتقاق ص ١٤، وجمهرة اللغة ٣ / ٥٠٦.


الصفحة التالية
Icon