المفردات في غريب القرآن، ص : ٧٢٥
ويغيّرونها، وقيل : إنه كان من جهة المعنى، وهو حمله على غير ما قصد به واقتضاه، وهذا أمثل القولين، فإنّ اللفظ إذا تداولته الألسنة واشتهر يصعب تبديله، وقوله : وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ
[البقرة / ١١٨] أي : لو لا يكلّمنا اللّه مواجهة، وذلك نحو قوله :
يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ إلى قوله : أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً [النساء / ١٥٣] «١».
كلا
كَلَّا : ردع وزجر وإبطال لقول القائل، وذلك نقيض «إي» في الإثبات. قال تعالى : أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ إلى قوله كَلَّا
[مريم / ٧٧ - ٧٩] «٢»، وقال تعالى : لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلَّا [المؤمنون / ١٠٠] إلى غير ذلك من الآيات، وقال : كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ [عبس / ٢٣].
كلأ
الْكِلَاءَةُ : حفظ الشيء وتبقيته، يقال : كَلَأَكَ اللّه، وبلغ بك أَكْلَأَ العُمرِ، واكْتَلَأْتُ بعيني كذا.
قال : قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ
الآية [الأنبياء / ٤٣].
والْمُكَلَّأُ : موضع تحفظ فيه السُّفُنُ، والْكَلَّاءُ :
موضع بالبَصْرَةِ، سمّي بذلك لأنهم يَكْلَئُونَ سفنهم هناك، وعبّر عن النّسيئة بِالْكَالِئِ. وروي أنه عليه الصلاة والسلام :«نهى عن الْكَالِئِ بالكالئ» «٣». والْكَلأُ : العِشْبُ الذي يحفظ.
ومكان مُكْلَأٌ وكَالِئٌ : يكثر كَلَؤُهُ.
كلا
«٤» كِلَا في التّثنية ك «كلّ» في الجمع، وهو مفرد اللفظ مثنّى المعنى. عبّر عنه بلفظ الواحد مرّة اعتبارا بلفظه، وبلفظ الاثنين مرّة اعتبارا بمعناه. قال : إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما
[الإسراء / ٢٣] ويقال في المؤنّث :
(١) الآية : يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا : أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ. [.....]
(٢) الآية : أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ : لَأُوتَيَنَّ مالًا وَوَلَداً أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً كَلَّا سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا.
(٣) الحديث عن ابن عمر أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وسلم :«نهى عن بيع الكالئ بالكالئ» أخرجه الحاكم ٢ / ٥٧، وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، والدارقطني ٣ / ٧١، والبيهقي ٥ / ٢٩٠، وسنده ضعيف، فيه موسى بن عبيدة الربذي ضعيف.
وقال البيهقي : وموسى هذا ابن عبيدة الربذي، وشيخنا أبو عبد اللّه - أي : الحاكم - قال في روايته : عن [استدراك ] موسى بن عقبة، وهو خطأ، والعجب من الدارقطني شيخ عصره روى هذا الحديث في كتاب السنن فقال : عن موسى بن عقبة.
(٤) هذا الفصل نقله السيوطي في الإتقان ١ / ٢٢٠.