المفردات في غريب القرآن، ص : ٧٣٧
كلامه تردّد، وقيل : الحقّ أبلج والباطل لَجْلَجٌ.
أي : لا يستقيم في قول قائله، وفي فعل فاعله بل يتردّد فيه.
لحد
اللَّحْدُ : حفرة مائلة عن الوسط، وقد لَحَدَ القبرَ : حفره، كذلك وأَلْحَدَهُ، وقد لَحَدْتُ الميّت وأَلْحَدْتُهُ : جعلته في اللّحد، ويسمّى اللَّحْدُ مُلْحَداً، وذلك اسم موضع من : ألحدته، ولَحَدَ بلسانه إلى كذا : مال. قال تعالى : لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ
[النحل / ١٠٣] «١» من : لحد، وقرئ : يلحدون «٢» من : ألحد، وأَلْحَدَ فلان : مال عن الحقّ، والْإِلْحَادُ ضربان : إلحاد إلى الشّرك باللّه، وإلحاد إلى الشّرك بالأسباب.
فالأوّل ينافي الإيمان ويبطله.
والثاني : يوهن عراه ولا يبطله. ومن هذا النحو قوله : وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ [الحج / ٢٥]، وقوله : وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ [الأعراف / ١٨٠]، والْإِلْحَادُ في أسمائه على وجهين :
أحدهما أن يوصف بما لا يصحّ وصفه به.
والثاني : أن يتأوّل أوصافه على ما لا يليق به، والْتَحدَ إلى كذا : مال إليه. قال تعالى : وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً
[الكهف / ٢٧] أي :
التجاء، أو موضع التجاء. وأَلْحَدَ السّهم الهدف :
مال في أحد جانبيه.
لحف
قال تعالى : لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً
[البقرة / ٢٧٣]، أي : إلحاحا، ومنه استعير :
أَلْحَفَ شاربه : إذا بالغ في تناوله وجزّه. وأصله من اللِّحَافِ، وهو ما يتغطّى به، يقال : أَلْحَفْتُهُ فَالْتَحَفَ.
لحق
لَحِقْتُهُ ولَحِقْتُ به : أدركته. قال تعالى :
بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ
[آل عمران / ١٧٠]، وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ [الجمعة / ٣] ويقال : أَلْحَقْتُ كذا. قال بعضهم : يقال : ألحقه بمعنى لحقه «٣»، وعلى هذا قوله :«إنّ عذابك بالكفّار مُلْحِقٌ» «٤» وقيل :
هو من : ألحقت به كذا، فنسب الفعل إلى العذاب تعظيما له، وكنّي عن الدّعيّ بالملحق.
لحم
اللَّحْمُ جمعه : لِحَامٌ، ولُحُومٌ، ولُحْمَانٌ.
(١) وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف. انظر : الإتحاف ص ٢٨٠.
(٢) وهي قراءة الباقي. [.....]
(٣) وهذا قول ابن فارس. ذكره في مجمل اللغة ٣ / ٨٠٤.
(٤) وهذا من دعاء القنوت. انظر : النهاية ٤ / ٢٣٨، وراجع صفحة ٢٤٤.
قال ابن الأثير : الرواية بكسر الحاء، أي : من نزل به عذابك ألحقه بالكفار. ويروى بفتح الحاء.