المفردات في غريب القرآن، ص : ٧٤
أرم
الإرم : علم يبنى من الحجارة، وجمعه :
آرام، وقيل للحجارة : أُرَّم.
ومنه قيل للمتغيظ : يحرق الأرم «١»، وقوله تعالى : إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ [الفجر / ٧] إشارة إلى عمدٍ مرفوعة مزخرفة، وما بها أَرِمٌ وأَرِيمٌ، أي : أحد. وأصله اللازم للأرم، وخص به النفي، كقولهم : ما بها ديّار، وأصله للمقيم في الدار.
أزّ
قال تعالى : تَؤُزُّهُمْ أَزًّا
[مريم / ٨٣] أي : ترجعهم إرجاع القدر إذا أزّت، أي : اشتدّ غليانها.
وروي أنّه عليه الصلاة والسلام :«كان يصلّي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل» «٢».
وأزّه أبلغ من هزّه.
أزر
أصل الأزر : الإزار الذي هو اللباس، يقال : إزار وإزارة ومِئْزَر، ويكنى بالإزار عن المرأة. قال الشاعر :
١٣ -
ألا أبلغ أبا حفصٍ رسولًا فدىً لك من أخي ثقةٍ إزاري
«٣» وتسميتها بذلك لما قال تعالى : هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ [البقرة / ١٨٧].
وقوله تعالى : اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي
[طه / ٣١]، أي : أتقوّى به، والأزر : القوة الشديدة، وآزره : أعانه وقوّاه، وأصله من شدّ الإزار، قال تعالى : كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ [الفتح / ٢٩].
يقال : آزرته فتأزّر، أي : شددت أزره، وهو حسن الإزرة، وأزرت البناء وآزرته : قوّيت أسافله، وتأزّر النّبت : طال وقوي، وآزرته ووازرته : صرت وزيره، وأصله الواو، وفرس آزر : انتهى بياض قوائمه إلى موضع شدّ الإزار.
قال تعالى : وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ
[الأنعام / ٧٤]، قيل : كان اسم أبيه تارخ فعرّب
(١) قال ابن فارس : وفلان يحرق عليك الأرّم : إذا تغيّظ فحرق أنيابه، ويقال : الأرّم : الحجارة.
وقال الزمخشري : وتقول : رأيت حسّادك العرّم يحرقون عليك الأرّم. انظر : المجمل ١ / ٩٣، وأساس البلاغة ص ٥.
(٢) الحديث عن عبد اللّه بن الشخير قال : رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يصلي بنا وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء. قال ابن حجر : رواه أبو داود برقم (٩٠٤) والنسائي، والترمذي في الشمائل ص ٢٥٥، وإسناده قوي وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم ١ / ٢٦٤، وقال : صحيح على شرط مسلم، وأقرّه الذهبي، وفي لفظ :«كأزيز الرحى».
انظر : فتح الباري ٢ / ٢٠٦، ومعالم السنن ١ / ٢١٥.
(٣) البيت لأبي المنهال الأشجعي واسمه بقيلة، وهو صحابي. وهو في اللسان (أزر)، وشمس العلوم ١ / ٨٢، وتأويل مشكل القرآن ص ٢٦٥، وغريب الحديث للخطابي ٢ / ١٠١. وله قصة انظرها في اللسان.