المفردات في غريب القرآن، ص : ٧٤٠
يَلْزَمُهُ لُزُوماً، والْإِلْزَامُ ضربان : إلزام بالتّسخير من اللّه تعالى، أو من الإنسان، وإلزام بالحكم والأمر. نحو قوله : أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ
[هود / ٢٨]، وقوله : وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى
[الفتح / ٢٦]، وقوله : فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً
[الفرقان / ٧٧] أي : لازما. وقوله :
وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى [طه / ١٢٩].
لسن
اللِّسَانُ : الجارحة وقوّتها، وقوله : وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي [طه / ٢٧] يعني به من قوّة لسانه، فإنّ العقدة لم تكن في الجارحة، وإنما كانت في قوّته التي هي النّطق به، ويقال : لكلّ قوم لِسَانٌ ولِسِنٌ بكسر اللام، أي : لغة. قال تعالى : فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ [الدخان / ٥٨]، وقال : بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [الشعراء / ١٩٥]، وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ
[الروم / ٢٢] فاختلاف الْأَلْسِنَةِ إشارة إلى اختلاف اللّغات، وإلى اختلاف النّغمات، فإنّ لكلّ إنسان نغمة مخصوصة يميّزها السّمع، كما أنّ له صورة مخصوصة يميّزها البصر.
لطف
اللَّطِيفُ إذا وصف به الجسم فضدّ الجثل، وهو الثّقيل، يقال : شعر جثل «١»، أي : كثير، ويعبّر باللَّطَافَةِ واللُّطْفِ عن الحركة الخفيفة، وعن تعاطي الأمور الدّقيقة، وقد يعبّر باللَّطَائِفِ عمّا لا تدركه الحاسة، ويصحّ أن يكون وصف اللّه تعالى به على هذا الوجه، وأن يكون لمعرفته بدقائق الأمور، وأن يكون لرفقه بالعباد في هدايتهم. قال تعالى : اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ
[الشورى / ١٩]، إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ
[يوسف / ١٠٠] أي : يحسن الاستخراج. تنبيها على ما أوصل إليه يوسف حيث ألقاه إخوته في الجبّ، وقد يعبّر عن التّحف المتوصّل بها إلى المودّة باللُّطْفِ، ولهذا قال :«تهادوا تحابّوا» «٢».
وقد أَلْطَفَ فلان أخاه بكذا.
لظى
اللَّظَى : اللّهب الخالص، وقد لَظِيَتِ النارُ وتَلَظَّتْ. قال تعالى : ناراً تَلَظَّى
[الليل / ١٤] أي : تَتَلَظَّى، ولَظَى غير مصروفة : اسم لجهنم. قال تعالى : إِنَّها لَظى
[المعارج / ١٥].
(١) الجثل والجثيل من الشجر والثياب والشعر : الكثير الملتف، وقيل : هو من الشعر ما غلظ وقصر. وقيل : ما كثف واسودّ. انظر : اللسان (جثل)، وتهذيب اللغة ١١ / ٢٠.
(٢) الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال :«تهادوا تحابوا» أخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم (٥٩٤)، وسنده حسن كما قال الحافظ ابن حجر، وأخرجه ابن عدي في الكامل ٤ / ١٤٢٤.