المفردات في غريب القرآن، ص : ٧٤٨
لهث
لَهِثَ يَلْهَثُ لَهَثاً «١». قال اللّه تعالى : فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ
[الأعراف / ١٧٦] وهو أن يدلع لسانه من العطش. قال ابن دريد : اللَّهْثُ يقال للإعياء وللعطش جميعا «٢».
لهم
الْإِلْهَامُ : إلقاء الشيء في الرّوع، ويختصّ ذلك بما كان من جهة اللّه تعالى، وجهة الملإ الأعلى. قال تعالى : فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها
[الشمس / ٨] وذلك نحو ما عبّر عنه بِلَمَّةِ المَلَك، وبالنّفْث في الرّوْع كقوله عليه الصلاة والسلام :«إنّ للملك لمّة وللشيطان لمّة» «٣»، وكقوله عليه الصلاة والسلام :«إنّ روح القدس نفث في روعي» «٤» وأصله من الْتِهَامِ الشيء، وهو ابتلاعه، والْتَهَمَ الفصيل ما في الضّرع، وفرس لهم : كأنه يَلْتَهِمُ الأرض لشدّة عدوه.
لهى
[اللَّهْوُ : ما يشغل الإنسان عمّا يعنيه ويهمّه.
يقال : لَهَوْتُ بكذا، ولهيت عن كذا : اشتغلت عنه بِلَهْوٍ] «٥». قال تعالى : إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ
[محمد / ٣٦]، وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ [العنكبوت / ٦٤]، ويعبّر عن كلّ ما به استمتاع باللّهو. قال تعالى : لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً [الأنبياء / ١٧] ومن قال : أراد باللّهو المرأة والولد «٦» فتخصيص لبعض ما هو من زينة الحياة الدّنيا التي جعل لهوا ولعبا.
ويقال : أَلْهاهُ كذا. أي : شغله عمّا هو أهمّ إليه.
قال تعالى : أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ [التكاثر / ١]، رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ
[النور / ٣٧] وليس ذلك نهيا عن التّجارة وكراهية لها، بل هو نهي عن التّهافت فيها والاشتغال عن
(١) قال السرقسطي : ولهث الكلب لهثا، ولهث أيضا : إذا أدلع لسانه عطشا. انظر : الأفعال ٢ / ٤٦٢.
(٢) وعبارته : واللهث من قولهم : لهث الكلب : إذا أخرج لسانه من حرّ أو عطش. الجمهرة ٢ / ٥١.
(٣) عن ابن مسعود قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم :«إنّ للشيطان لمّة بابن آدم، وللملك لمّة، فأمّا لمّة الشيطان فإيعاد بالشر، وتكذيب بالحق، وأمّا لمّة الملك فإيعاد بالخير، وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من اللّه، فليحمد اللّه، ومن وجد الأخرى فليتعوّذ باللّه من الشيطان الرجيم، ثم قرأ : الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ» أخرجه الترمذي وقال : حسن غريب (عارضة الأحوذي ١١ / ١٠٩)، والنسائي.
(٤) الحديث عن عبد اللّه بن مسعود عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال :«إنّ روح القدس نفث في روعي أنّ نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها، ألا فاتقوا اللّه وأجملوا في الطلب» أخرجه البغوي في شرح السنة ١٤ / ٣٠٤، وانظر ص ٣٧٣.
(٥) ما بين قوسين نقله السمين في الدر المصون ٤ / ٥٩٩.
(٦) عن عكرمة قال في الآية : اللهو : الولد. وعن الحسن قال : اللهو بلسان اليمن : المرأة. انظر : الدر المنثور ٥ / ٦١٩ - ٦٢٠.