المفردات في غريب القرآن، ص : ٧٥٨
المطلّقة لتنتفع به مدّة عدّتها. يقال : أَمْتَعْتُهَا ومَتَّعْتُهَا، والقرآن ورد بالثاني. نحو :
فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَ
[الأحزاب / ٤٩]، وقال : وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ [البقرة / ٢٣٦]. ومُتْعَةُ النّكاح هي : أنّ الرجل كان يشارط المرأة بمال معلوم يعطيها إلى أجل معلوم، فإذا انقضى الأجل فارقها من غير طلاق، ومُتْعَةُ الْحَجِّ : ضمّ العمرة إليه. قال تعالى : فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ
[البقرة / ١٩٦] وشراب مَاتِعٌ. قيل : أحمر، وإنما هو الذي يمتع بجودته، وليست الحمرة بخاصّيّة للماتع وإن كانت أحد أوصاف جودته، وجمل مَاتِعٌ : قويّ قيل :
٤١٩ -
وميزانه في سورة البرّ مَاتِعٌ
«١» أي : راجح زائد.
متن
المَتْنَانِ : مكتنفا الصّلب، وبه شبّه المَتْنُ من الأرض، ومَتَنْتُهُ : ضربت متنه، ومَتُنَ : قَوِيَ متنُهُ، فصار متينا، ومنه قيل : حبل مَتِينٌ، وقوله تعالى : إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ
[الذاريات / ٥٨].
متى
مَتَى : سؤال عن الوقت. قال تعالى : مَتى هذَا الْوَعْدُ [يونس / ٤٨]، ومَتى هذَا الْفَتْحُ [السجدة / ٢٨] وحكي أنّ هذيلا تقول :
جعلته مَتَى كمّي «٢». أي : وسط كمي، وأنشدوا لأبي ذؤيب :
٤٢٠ -
شربن بماء البحر ثمّ ترفّعت متى لجج خضر لهنّ نئيج
«٣»
مثل
أصل المُثُولِ : الانتصاب، والمُمَثَّلُ :
المصوّر على مثال غيره، يقال : مَثُلَ الشي ءُ.
أي : انتصب وتصوّر، ومنه قوله صلّى اللّه عليه وسلم :«من أحبّ أن يمثل له الرّجال فليتبوّأ مقعده من النّار» «٤».
والتِّمْثَالُ : الشيء المصوّر، وتَمَثَّلَ كذا : تصوّر.
(١) هذا عجز بيت للنابغة الذبياني، وصدره :
إلى خير دين نسكه قد علمته
وليس في ديوانه طبع دار صادر، وإنما هو في ديوانه صنعة ابن السكيت - تحقيق د. شكري فيصل ص ٥٢، وهو في المجمل ٣ / ٨٢٢، واللسان (متع).
(٢) قال ابن هشام : واختلف في قول بعضهم :«وضعته متى كمي» فقال ابن سيده : بمعنى في، وقال غيره : بمعنى وسط. انظر : مغني اللبيب ص ٤٤١، والجنى الداني ص ٤٦٨، والمجمل ٣ / ٨٢٣.
(٣) البيت لأبي ذؤيب الهذلي، وهو في ديوان الهذليين ١ / ٥١، ومغني اللبيب ص ١٤٢، والمجمل ٣ / ٨٢٣.
(٤) عن ابن الزبير قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم :«من أحبّ أن يمثل له عباد اللّه قياما فليتبوأ مقعده من النار» أخرجه أحمد ٤ / ٩١، وأبو داود برقم (٥٢٢٩)، والترمذي، وقال : حديث حسن (انظر : عارضة الأحوذي ١٠ / ٢١٣).