المفردات في غريب القرآن، ص : ٧٦١
بذل الفضل المختصّ به «١». وقوله في صفة القرآن : ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ
[ق / ١] «٢» فوصفه بذلك لكثرة ما يتضمّن من المكارم الدّنيويّة والأخرويّة، وعلى هذا وصفه بالكريم بقوله : إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ [الواقعة / ٧٧]، وعلى نحوه : بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ
[البروج / ٢١]، وقوله : ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ
[البروج / ١٥] فوصفه بذلك لسعة فيضه وكثرة جوده، وقرئ : المجيد «٣» بالكسر فلجلالته وعظم قدره، وما أشار إليه النبيّ صلّى اللّه عليه وسلم بقوله :«ما الكرسيّ في جنب العرش إلّا كحلقة ملقاة في أرض فلاة» «٤»، وعلى هذا قوله : لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [النمل / ٢٦] والتَّمْجِيدُ من العبد للّه بالقول، وذكر الصّفات الحسنة، ومن اللّه للعبد بإعطائه الفضل.
محص
أصل المَحْصِ : تخليص الشيء مما فيه من عيب كالفحص، لكن الفحص يقال في إبراز شيء من أثناء ما يختلط به، وهو منفصل عنه، والمَحْصُ يقال في إبرازه عمّا هو متّصل به، يقال : مَحَصْتُ الذّهب ومَحَّصْتُهُ : إذا أزلت عنه ما يشوبه من خبث. قال تعالى : وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
[آل عمران / ١٤١]، وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ [آل عمران / ١٥٤]، فَالتَّمْحِيصُ هاهنا كالتّزكية والتّطهير ونحو ذلك من الألفاظ.
ويقال في الدّعاء :(اللّهمّ مَحِّصْ عنّا ذنوبنا) «٥» أي : أزل ما علق بنا من الذّنوب. ومَحَصَ الثّوبُ «٦» : إذا ذهب زِئبِرُهُ «٧»، ومَحَصَ الحبل يَمْحَصُ : أخلق حتى يذهب عنه وبره، ومَحَصَ الصّبيُّ : إذا عدا.
محق
المَحْقُ : النّقصان، ومنه : المِحَاقُ، لآخر الشهر إذا انْمَحَقَ الهلال، وامْتَحَقَ، وانْمَحَقَ، يقال : مَحَقَهُ : إذا نقصه وأذهب بركته. قال اللّه تعالى : يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ
[البقرة / ٢٧٦]، وقال : وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ
[آل عمران / ١٤١].
(١) انظر : الأسماء والصفات للبيهقي ص ٥٧، والمنهاج في شعب الإيمان للحليمي ١ / ١٩٧.
(٢) وقال البيهقي : قيل في تفسيرها : إنّ معناه الكريم، وقيل : الشريف. الأسماء والصفات ص ٥٧. [.....]
(٣) وبها قرأ حمزة والكسائي وخلف. انظر : الإتحاف ص ٤٣٦.
(٤) الحديث تقدّم في مادة (عرش).
(٥) انظر : البصائر ٤ / ٤٨٦.
(٦) انظر : اللسان (محص)، والمجمل ٣ / ٨٢٤.
(٧) الزّئبر بالكسر : ما يعلو الثوب الجديد مثل ما يعلو الخز. وقال أبو زيد : زئبر الثوب وزغبره. اللسان (زأبر).